مع انعقاد البرلمان الفدرالي يوم الإثنين المقبل في جلسة استثنائية له بمجلسي النواب والشيوخ لإجراء الحوار والتصويت على مشاريع العلاقات الصناعية واحتمال إجراء انتخابات عامة للمجلسين يتوقع الخبراء أن ينجم عنها برلمان معلّق.
فقد بدأت الحملة الانتخابية غير الرسمية وخصوصا بعد إظهار استطلاع للرأي أن حزب العمال يتقدم على حكومة الائتلاف بمعدل 51٪ والائتلاف 49٪ بعد حساب الأصوات التفصيلية.
فقد قام زعيم المعارضة العمالية بيل شورتن بزيارة 47 مقعدا متأرجحا بين الائتلاف والعمال خلال 100 يوم ولا يزال يتجول في مختلف أنحاء استراليا.
ويرى الخبراء أن المنافسة محتدمة على ثمانية مقاعد في غرب سيدني والساحل الأوسط والأرياف إذ يقضي شورتن يوما واحدا من بين أربعة أيام في نيو ساوث ويلز. وتشمل المقاعد المتأرجحة ليندسي، ريد، مكاثر، بانكس، دوبيل، روبرتسون، بيج وإيدن مونارو.
وتعتبر الحكومة هذه المقاعد حاسمة في الانتخابات إذ تبذل كل جهودها للفوز بها ويقوم رئيس الوزراء مالكولم تيرنبل بزيارتها.
وقال تيرنبل أن الحكومة تعمل في عدة مجالات من الدفاع والابتكار والتجارة وتنمية الاقتصاد وخلق الوظائف في الوقت الذي لم يسمع الشعب فيه عن خطة العمال للاقتصاد ولكن يسمع عن زيادة الضريبة.
غير أن شورتن قال أنه يريد أن يستمع لآراء الناخبين ويتحدث معهم وليس القبوع في المكاتب وإعطاء الأوامر مشيرا إلى أن تجوله في غرب سيدني يعطيه الأفكار عن القضايا التي تهم جميع الاستراليين مثل الإسكان إذ يواجه الكثير منهم مشاكل عدم القدرة على تملك منزل وخصوصا في مناطق سيدني.
وفي مؤتمر حزب الأحرار الذي عقد في ملبورن في عطلة الأسبوع أكد تيرنبل أن الموازنة المقبلة لن تشمل تغييرات في قطاع الضريبة وسوف تتميز بالمسؤولية للأجيال المقبلة والعدالة وتقليص الإنفاق الحكومي ونقل الاقتصاد من مرحلة الاعتماد على الموارد الأولية إلي خدمات أخرى والعيش ضمن المعقول في إطار الموارد في حين أن حزب العمال يعرقل في سياسته نمو الاقتصاد.
لكن نائبة زعيم المعارضة تانيا بريبرسيك أنه على الحكومة دعم قطاعي التعليم والصحة مع أن تيرنبل اتهمها بعدم وجود خطة واصحة للعمال لتوفير المليارات من الدولارات للإنفاق على القطاعين.
ويرى المحللون السياسيون أن نتائج الانتخابات سوف تكون برلمانا معلقا خلال ثلاث سنوات أي عدم فوز الائتلاف أو العمال بالأغلبية لتشكيل الحكومة.
وحاليا لدى الحكومة في مجلس النواب تسعين مقعدا من أصل 150 مقعدا هو عدد نواب المجلس وتتمتع الحكومة بأكبر عدد من المقاعد في المجلس في ولاية نيو ساوث ويلز ومن المتوقع أن تفقد عددا منها وخصوصا في المقاعد المتأرجحة مع العمال.
فإذا فقدت حكومة تيرنبل 15 مقعدا في مجلس النواب يعني ذلك فقدان الأغلبية من المقاعد وفي المقابل فإن العمال في حاجة إلي فوز بـ 21 مقعدا في الانتخابات المقبلة إضافة إلي 55 مقعدا يشغلها حاليا مما يؤدي إلى برلمان معلق وليس لأي حزب الأغلبية فيه.
وقال وزير المالية ماثيوس كورمان أن وعود زعيم العمال شورتن يكلف ستين مليار دولار ولا يمكن تمويلها إلا في حال زيادة الضريبة بمقدار خمسين مليار دولار على مدى ثلاث سنوات.
غير أن طوني بورك العمالي ووزير الظل للمالية اتهم كورمان بتزييف الأرقام مؤكداً أن الوعود العمالية يمكن تمويلها.
ومن ناحية أخرى تتوقع وسائل الإعلام أن يكشف تيرنبل قريباً عن الخطوط العريضة للموازنة ومن ضمنها بند يتعلق بالبنى التحتية إذ تعتزم الحكومة القيام بمشاريع وطنية ضخمة ببناء شبكات السكة الحديد والطرق السريعة لربط المناطق البعيدة بالمدن الرئيسية للتخفيف من الازدحام في المدن وسوف تكون هذه الخطة القضية الرئيسية في الحملة الانتخابية.
هذا ويتوقع الخبراء تقلص عدد أعضاء مجلس الشيوخ للائتلاف الحاكم إذا جرت انتخابات مبكرة بعد حلّ البرلمان بمجلسيه النواب والشيوخ.
هذا وأعلن رئيس الوزراء السابق طوني أبوت عن استعداده لقبول منصب وزاري في حكومة تيرنبل إذا فاز الائتلاف بالانتخابات مع انه رفض الإفصاح عن المنصب الذي يريده.