إزاء ما نقرأه ونشاهده حول إبعاد المسيحيين عن الوظائف والمناصب في الدوائر الحكومية اللبنانية، ندرك أن هؤلاء سائرون بسرعة إلى صورة الأقباط في مصر الذين طالما كانوا يعانون الحرمان من الوظائف والتمثيل الشعبي.
وفي وقت نرى فيه الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز يلتقي بابا الأقباط في القاهرة، نرى بعض الوزراء في لبنان الذين يتحدثون عن التعايش فوق الطاولة، يبعدون الموظفين المسيحيين من وزاراتهم تحت الطاولة ولا لزوم لتكرار ما حصل في وزارة المالية قبل أسابيع وما يحصل اليوم في وزارات أخرى، وما نراه في موضوع جهاز أمن الدولة الذي حوّل جلسة مجلس الوزراء إلى منبر طائفي بامتياز يؤكد أن النفَس الوطني يتراجع أمام المحاصصة الطائفية وأن المضمون هو غير العناوين البرّاقة.
ولم نعد بحاجة إلى نغمة المثالثة والمناصفة لأن الوجود المسيحي يتّجه بقوة نحو الضمور وسوف تخلو قريبا مناصب الفئة الأولى في الدولة من مسيحيين، هذا على الأقل ما نقرأه ونشاهده.