اخفق رؤساء حكومات الولايات والمقاطعات في اجتماع مجلس الحكومات الاسترالية التوصل الى اتفاقية عرضها عليهم رئيس الوزراء مالكولم تيرنبل بإحالة تحصيل ضريبة الدخل من الحكومة الفيدرالية الى حكومات الولايات والمقاطعات واعترف تيرنبل ان خطته لم تتلق الدعم من القادة المجتمعين واصبحت في حكم الميتة.
وهي ثالث خطة اصلاح ضريبي يرفضها قادة حكومات الولايات والمقاطعات بعد ان رفضوا زيادة ضريبة السلع والخدمات ورفضوا كذلك خطة المديونية السلبية.
وقال تيرنبل انه من الواضح اننا نعيش في زمن تقلص الموارد الاولية ويجب ان نعيش داخل حدود دخلنا ولو وافق قادة الولايات والمقاطعات على الخطة لتمكنت  الحكومة الفيدرالية من تحصيل ما يعادل 50 مليار دولار من ضريبة الدخل كان من المقرر ان تمنحها الحكومة الفيدرالية للولايات والمقاطعات.
ويرى المراقبون ان هزيمة تيرنبل هي اسوأ ماحصل له في حياته السياسية مع انها  انقذت  حملته الانتخابية اذ انها خطة طموحة جداً منحت  القادة المجتمعين فرصة اخرى في تحديد اهدافهم والمشاركة في الموارد المالية من خلال ادارة تمويل قطاعي الصحة والتعليم.
ودعم رئيس حكومة غرب استراليا كولين بيرنيت خطة تيرنبل والوزير الاول في المقاطعة الشمالية آدم جيم الذين قال انه يرى فوائد جمة لخطة الاصلاح الضريبي التي طرحها تيرنبل.
اما رئيس حكومة ولاية تازمانيا ويل هوفمان فقال ان خطة تيرنبل ليست في مصلحة تازمانيا.
ولكن نجح تيرنبل في اقناع القادة بقبول اعتمادات مالية اضافية لقطاع الصحة مقدارها 2،9 مليار دولار حتى عام 2020 تتلقى بموجبها ولاية نيو ساوث ويلز مليار دولار مقابل تحسينها مستوى الخدمات الصحية.
الا ان المجتمعين فشلوا في التوصل الى اتفاقية تتعلق بتمويل التعليم حيث تنتهي المنحة الفيدرالية لقطاع التعليم العام المقبل. وتمكّن رئيس حكومة الولاية مايك بيرد من اقناع المجمعين بتشديد قوانين احتجاز اجهزة الأمن المشتبه بهم بالارهاب لمدة اسبوعين بدون توجيه التهم في حقهم. وتعهد القادة المجتمعون بحذو نيو ساوث ويلز والمضي قدماً بسن القانون الخاص بذلك. واتفق القادة ايضاً على تعديل القانون بإتخاذ اجراءات احترازية للارهابيين بعد انتهاء مدة سجنهم مثل المعتدين جنسياً على الاطفال ولكن باصدار قرار من القاضي يتعلق بهذا الشأن.
وقال زعيم المعارضة العمالية بيل شورتن ان القادة قد اهانوا تيرنبل برفضهم خطته التي لم تشمل تفاصيل وتحليل عن كيفية عملها ووصفها بالهزيمة المذلة.
وقال تيرنبل ان وظيفته هي قيادة الاصلاح وتقديم المساعدة لزملائه القادة في التوصل الى اتفاقية بموجب الاتحاد الفيدرالي ولكن خطته لم تلق الاستجابة منهم. وفي تطور لاحق صرح تيرنبل انه بعد رفضهم الخطة لم يعد لهم اي مصداقية بطلب المزيد من التمويل من الحكومة الفيدرالية من خلال رفعها الضريبة.. وشنت وزيرةالصحة سوزان لي هجوماً عنيفاً على رؤساء حكومات الولايات والمقاطعات بسبب رفضهم للخطة.

تعليق من محرر الشؤون الاسترالية هاني الترك

رغم اخفاق تيرنبل والقادة المجتمعين التوصل الى اتفاقية تتعلق بإحالة تحصيل ضريبة الدخل من الحكومة الفيدرالية الى حكومات الولايات والمقاطعات الا انه منحهم فرصة مشاركة تحصيل ضريبة الدخل في ادارة المنحة الفيدرالية الخاصة بقطاعي الصحة والتعليم على المدى البعيد.
والواقع ان خطة تيرنبل فعالة رغم رفضها فكانت حكومات الولايات والمقاطعات قد احالت تحصيل ضريبة الدخل الى الحكومة الفيدرالية عام 1942 مع ان حكومات الولايات والمقاطعات منتخبة  من قبل الشعب داخل الاتحاد الفيدرالي وتتمتع  بالصلاحية في تحصيل الضريبة. وسوف تكون هذه الحكومات اكثر كفاءة في تنظيم امورها المالية ومن ثم توجيه تمويلها لأهم قطاعي هما الصحة والتعليم وليس الانتظار لإعتماد الحكومة الفيدرالية المخصصات المالية لها. فهناك عجز في الموازنة الفيدرالية يقدّر بحوالي 50 مليار دولار وكان يمكن للولايات والمقاطعات تحصيلها ضريبة الدخل بنفسها تعويضاً عن العجز المالي في الموازنة الفيدرالية . وكانت ستعتبر اهم خطوة في الاتحاد الفيدرالي منذ نحو 75 عاماً.