أمان السيد – سدني

في الثامن من فبراير شباط وفي (Blacktown Show Ground) أقامت جمعية اتحاد المجتمع السوري (SCA) برعاية الحكومة الأسترالية، وبالتعاون مع مؤسسة(Syd West)  حفل شواء ضمّ حشدا من السوريين الجدد الذين وصلوا إلى أستراليا ملتجئين، وفارين من نيران النظام السوري الذي ما يزال في كل يوم منذ خمس سنوات يقتل السوريين، ويشردهم في أنحاء المعمورة برّا وبحرا، وكان هؤلاء السوريون من المحظوظين الذين قدّر لهم الوصول إلى أستراليا ليصبحوا من رعايا الدولة الأسترالية يحظون بحقوق المواطنة المشروعة مع غيرهم من مواطنيها المتعددين الذين ينتمون إلى ثقافات، وأديان كثيرة.
يعتبر اتحاد المجتمع السوري جمعية تأسست منذ وقت قريب على أرض أستراليا، وكان هذا التجمع الأول لها في حديقة في بلاك تاون في إحدى ضواحي سدني، وقد هدف لأن يكون حفل تعارف بين السوريين القادمين الذين  تبدّوا كرقعة فسيفساء  تتناغم فيها  اللهجات السورية للمناطق المختلفة من الغوطة وحمص وحلب ودمشق، والعديد من المدن السورية، وقد حرصت الحكومة الأسترالية على تبني الحفل بدءا بالموفدين الذين أرسلتهم من الشرطة بلباسهم الرسمي، وانتهاء بتقديم الطعام  في تأكيدها على الترحيب بالقادمين.
من الملفت للنظر في الحفل ما قامت به الشرطة الأسترالية من التعريف بحقوق القادمين الذين يحرص على صهرهم في المجتمع المحلي كمواطنين أستراليين، حقوق تضمن لهم الأمن والرعاية الصحية، والحياتية في واقع ميداني مناقض كليا لما فروا منه من جحيم قصف مجرم  ينطلق من سماء سورية يرش منها نظام لا همّ له إلا تسيّد الأرض السورية ملغيا في سبيل ذلك كامل مسؤولياته تجاه شعب يفترض به المسؤولية تجاهه، يسانده في إجرامه قوى الشر والعدوان المختلفة التي حولت سورية إلى أرض للأشباح.
وقد ركزت الشرطة على مفهوم غفلت عنه جهات الأمن السورية، ولكنها تجاهر بترديده في المحافل السورية كذبة وقحة، وهو « إن الشرطة في خدمة الشعب» والذي يتلخص هناك أنها تنفذ الأوامر في سحق الشعب وانتهاك حرماته، فشدد مندوبو الشرطة الأسترالية هنا على إزالة مفهوم الخوف من بزة الشرطي، والرعب منه ومن مسدسه، واعتباره  الملاذ، والأمن والحماية في أي طارئ يتعرض له المواطنون في أرض أستراليا، كما  التقطت الشرطة صورا مع أطفال سوريين رافقوا عائلاتهم وحملت الصور طابع الحميمية والحب والإحساس بالاطمئنان في غاية هدفها ترسيخ هذا الإحساس في الأطفال الذين ما يزالون يحملون معهم مشاهد الرعب تجاه  من يرتدي البزة العسكرية، كما حرصت الجمعية اتحاد المجتمع السوري على أن تسهل على القادمين الجدد ما يمكن أن يصادفهم من عقبات، وتكون جسرا بينهم وبين المجتمع الجديد غايته دمجهم، ومحو ما قد يعتريهم من الغربة ككل وافد إلى أرض غريبة في اللغة والقومية والمفاهيم.
هنا من هذه الحديقة الجميلة كانت دعوة محبّة للسوريين من أرض أسترالية لبدء حياة جديدة تحذف منها المشاهد المشوهة- رغم اليقين بصعوبة ذلك-  تحت سماء مشعّة ترتل للسلام، والصفاء.