بقلم هاني الترك OAM

عام 2005 حقق العلماء الاستراليون اكتشافاً علمياً هائلاً سوف تترتب عليه نتائج علمية وحياتية ومصيرية لا حدود لها.. ولا تزال الدراسات تجرى عليه في بعض الدول المتقدمة.. وعندما يتجسد على الواقع سوف يقلب البشرية رأساً على عقب.. ولا يزال حلماً وشيك الوقوع ونظرية علمية مثبتة..ففي المستقبل سوف يعمل العلماء على تطوير جهاز ارسال الفتون  (وحده طاقة تساوى الكم) سواء جيسيمات مادية او احيائية (مثل الانسان والنبات والحيوان) عن طريق اشعة الليزر من اي مكان في الكون الى مكان آخر ليصل الى جهاز الاستقبال في المكان الآخر بصورة لحظية وهذا ما يسمى علمياً بالانتقال اللحظي  Teleportation.
وقد فكر عالم اميركي اسمه إبنشكين في هذه المسألة العلمية منذ فترة من الزمن وهي نقل العالم المادي من مكان الى آخر بسرعة الضوء التي تعادل 300،000 كيلومتر في الثانية ولكن عاد واهملها بسبب خطورتها.
ومن بين النتائج المرتبة على هذا الحلم البشري:
– الاتصال مع الكائنات العاقلة التي توجد في الفضاء الفسيح في مجموعات شمسية غير المجموعة التي يقع فيها كوكب الارض الذي يقع في مجرة الطريق الحليبي.. والكواكب التي تقع في مجرات بعيدة ابعد من مجرة الطريق الحليبي .. واي كوكب يقع في الكون الفسيح.. وذلك عن طريق الانتقال اللحظي Teleportation .. فلو اراد الانسان السفر اليها بسرعة الصواريخ الحالية لكان في حاجة الى مئات الآلاف والملايين من السنوات العادية.. لذلك يحاول العلماء حالياً الاتصال بالكائنات العاقلة عن طريق موجات الراديو التي تنتقل بسرعة الضوء.. ومع ذلك لم نستلم اجابات من تلك الكائنات بعد.. ومن الأرجح ان تكون القوانين الفيزيائية والمبادئ البيولوجية والطبيعية التي تنظمها والابعاد التي توجد بها اكثر من الابعاد الاربعة التي نعرفها على كوكب الارض.. ولا بد ان الكائنات العاقلة في تلك الكواكب متقدمة علينا تكنولوجياً وعلمياً واجتماعياً وروحانياً لأن عبر الكون 15 مليار سنة وعمر كوكب الارض 4 مليارات سنة .. بل ومن الارجح ان الاطباق الطائرة ليست وهما ولكن حقيقة.
– سوف تتم ثورة في عالم الاتصالات والكومبيوتر اذ تجرى التجارب في استراليا وبعض الدول القليلة لتطوير خلال العقد الحالي من الزمن كومبيوتر قائم على قوانين النظرية الكمية اكفأ وأقوى وأدق في القيام بالعمليات الحسابية وحل المشاكل العلمية ما يعادل مليارات المرات عما نعرفه من عمليات حسابية في الكومبيوتر الحالي وبكميات هائلة الحجم من المعلومات والارقام.. ويمكن كما يعتقد بعض العلماء تطوير كومبيوتر الذكاء الاصطناعي اي الذي يفكر ويحس الذي يتمتع بالوعي مثل الوعي البشري.. ويعتقد المعظم من العلماء ان الوعي من خصائص الانسان وحده ميزه الله من بين المخلوقات الحية والاجسام المادية.. بعقل فريد من نوعه يدرك ويحس بالعالم الداخلي والخارجي المحيط به.
– يمكن ان يحقق حلم البشرية على مدى التاريخ خلال عصرنا الحالي وهو نقل الاجسام المادية من مكان الى آخر بخلق نسخة مماثلة في ذات الوقت من اي مكان في الكون.. وذلك عن طريق تحليلها الى فوتونات ( وهي الاصغر حجماً من الذرات والجسيمات) ونقلها عن طريق اشعة الليزر في جهاز الارسال الى اي مكان نريده واعادة تركيبها وتجميعها من خلال جهاز الاستقبال الانتقال اللحظي .
– يمكن تحويل المعلومات الى فتونات (طاقة ) ترسل على اشعة الليزر ويتم ذلك بطريقة سرية تامة دون الكشف عنها.. وسوف تستفيد الحكومات مثل الجيوش والمؤسسات الكبرى في الحفاظ على خصوصيتها وسريتها تماماً.
– اما النتيجة الهامة جداً هي امكانية انتقال الانسان من اي مكان في العالم الى اي مكان في الكون من خلال الانتقال اللحظي.. وذلك من خلال تحليل الانسان الى فوتونات دقيقة على جهاز الكومبيوتر الكمي ونقلها في ذات اللحظة في طرفة عين الى مكان آخر مهما كان بعده وتخلق عنه نسخة من ذلك المكان الشاسع.. وطبعاً بموجب قوانين الفيزياء الكمي لا بل في تدمير الانسان الاصلي.
والسؤال هنا اي هي الروح: هل النسخة الانسانية ميتة ام ان الروح تنتقل من الانسان الاصلي الى النسخة الانسانية.
هنا تبدو فلسفة العلم واني اميل الى الاعتقاد بأن الروح هي  العقل Mind الذي يفكر ويتذكر ويبعث الحياة ويدير المخ Brain كعضو جسدي مسؤول عن تنظيم كل اجهزة الجسم.. فإن المخ من هو خلال  الانتقال الحظي يتحلل الى فوتونات ويجمع بعد نقله.. والعقل (الروح) غير مرئي.. ولا يعرف مكان وجوده.
وهنا يبرز سؤال آخر:
من هو الانسان الحقيقي؟ فإذا امكن  تخليق انسان نسخة والانسان الاصلي يدمّر بموجب قوانين الفيزياء الكمي هل هو الاول ام الثاني؟
كلها اسئلة تطرح نفسها حينما يتم اكتمال الاكتشاف الرهيب. وتشبه عملية الانتقال اللحظي الاستنساخ.
وهذه كلها وغيرها احتمالات وارده وكانت تدخل نطاق الخيال العلمي وحان الوقت لأن تصبح واقعاً علمياً.. فنحن لا نخلق القوانين الرياضية والفيزيائية والبيولوجية ولكن نكتشفها على مراحل.. ونطور التكنولوجيا طبقاً لهذه القوانين.. وكلما تعمقنا اكثر في الكشف عن القوانين الكامنة كلما تقدمنا بصورة اكبر.. ولكن في ذات الوقت  لا زلنا نعرف القليل القليل جداً عنها.. فعلى  سبيل المثال نرى ان القوانين الفيزيائية والرياضيات التي تتحكم بالكون وتديره ومن بنيها كوكب الارض تختلف عن القوانين الفيزيائية الكامنة في الذرات المادية في نظرية الفيزياء الكمية.. وقد ادرك إينشتاين هذه الحقيقة العلمية.. ولم يتوصل احد من العلماء حتى الآن التوصل الى القوانين العامة التي تنظم وتتحكم في كل شيء.. سواء الاجرام السماوية التي لها القوانين الخاصة بها.. او الفوتونات الدقيقة التي لها قوانينها الخاصة بها.. حتى من الناحية الرياضية البحتة.. ولس من النواحي التطبيقية ..وهذا هو حلم العلماء على كوكب الارض.
كانت تلك شذرات من الاكتشافات للاختراق العلمي الذي بدأوا فيه العلماء الاستراليون ومنهم حالياً في جامعة كوينزلاند.. وقد اعلنوا عنه منذ فترة في مؤتمر صحافي.. هنا لا بد من كلمة اخيرة:
كلما تقدم العلم ازداد لغز الحياة تعقيداً.. ولكن سيكون من الاستحالة ان يتقدم العلم الى درجة الكشف عن القوانين العامة كلها  التي تحكم الكون.. والا كان في ذلك اماطة اللثام عن سر الحياة.. فإننا لا نعرف غير الشيء اليسير جداً.. والله بعظمته لن يسمح بهذا ان يحدث والا اصبح الانسانة إله.. لم تزل الكتب المقدسة مصدر الايمان والمنطقة الحرام .. ولا يسعنا الا ان ننحني لعظمة الله.. فهو سر الاسرار.. والإيمان به هو اعظم هبة من جلالته.