وصف الرئيس امين الجميّل تاريخ 14 شباط 2005 بأنه كان محطة مؤثرة وقد شكّل قفزة نوعية ومحطة مفصلية بمسار التاريخ الحديث للبنان، مشيراً الى انه مع بداية القرن الواحد والعشرين حصلت مقاومة طالبية ولبنانية للمطالبة بالسيادة والاستقلال لكن لسوء الحظ كان طابعها مسيحياً. وقال: «في العام 2000 انطلقنا من لقاء قرنة شهوان برعاية بكركي، الذي كان طابعه مسيحيا وطالب بتحقيق السيادة والاستقلال.»
وأضاف الجميّل : «العام 2004 شكّل تحولا مهما في مسار الازمة اللبنانية، فبدأت بوادر المقاومة ذات الطابع الوطني التي تجاوزت المعطيات المسيحية، وهذا الامر تجلى باجتماع البريستول الذي ضم مجموعة كبيرة من الفرقاء المستقلين ومنهم المسلمين وكان الرئيس الحريري ممثلاً في الاجتماع»، ورأى ان هذا الاجتماع احدث تغييرا نوعيا في مسار المقاومة الوطنية التي تطالب بالاستقلال.
واضاف: «هذا الاجتماع وبداية تعاطف فريق الرئيس الحريري مع شعار السيادة والاستقلال كان الفتيل الذي ادى الى اغتياله لان الاطراف التي كانت ممسكة بالامور اللبنانية من سوريا وايران وهيئات اخرى اعتبرت انه في حال استمر لقاء البريستول وتوسّع ليضم مجموعة اكبر من المناضلين سيكون على حساب مصلحة هذه القوى المسيطرة على لبنان واستقلاله وسيادته».
واكد الرئيس الجميّل ان الهدف من اغتيال الحريري كان وضع حد لهذه المسيرة، لكن ما حصل هو عكس ذلك فقد انتج انفجارا وطنياً لبنانيا مسلما ومسيحياً. ولفت الى ان الحريري لم يكن مجرد شخص انتقل من صيدا الى بيروت والسعودية ونجح باعماله، بل التزم بالمسار الوطني التحرري، ونحن مدينون له بهذا الالتزام حتى التضحية بشخصه.