عندما يختلط الحابل بالنابل ولا أحد يسمع لأحد أو يفهم على أحد، يقول المثل اللبناني «مثل الحمّام المقطوعة ميتو أي مياهه.»

وهذه هي اليوم الحال المذرية التي وصلت إليها قوى 14 آذار التي منذ أن انزلت المليونيات إلى ساحة الحرية سنة 2005 «وهي تأكل الكفوف» من أعدائها وتتبادل «الأسافين» بين افرقائها في الداخل حتى وصل لها الأمر بها إلى الاختيار بين مرشحين من فريق 8 آذار مع ما أفرزه ذلك من افتراق العشاق فعلا مهما حاول البعض «ترقيع» الأمر إعلامياً.

يكاد يُجمع اللبنانيون على أن قوى 14 آذار باتت منذ فترة مجرد عنوان برّاق لا حول له وقوة، وتحول من قائد للربيع العربي إلى عاجز يجمع العشرات في الشوارع احتجاجا على إطلاق ميشال سماحة ثم يضيع في صفوف جماعة الحراك المدني أو يتفرج على ملف النفايات ويترصّد الزكزكات والنكايات بين أطرافه التي ما زالت تختلف على كل المرشحين المطروحين لرئاسة الجمهورية وحتى على مشاريع القوانين في مجلس النواب.

.. متى تصل المياه إلى حمّام قوى 14 آذار ليبدأ التفاهم بين أفرقائها.