ما جدوى انعقاد جلسات الحوار الفولكلورية في لبنان، ما دامت التصاريح في الخارج تنسف كل أمل، وما معنى أن يعود الشيخ نعيم قاسم إلى نغمة الإيمان بقيام دولة إسلامية في لبنان «ولا مشكلة مع اليهود والنصارى لأن الدولة الإسلامية تستوعب الجميع».. وأين الطائف والمناصفة والتحالف السياسي مع المسيحيين؟!
وما معنى الحديث عن النفايات وعن قانون جديد وعن الديموقراطية وقد عاد الإلغاء بنسخة جديدة يذرّ بقرنيه في الساحة السياسية، وما معنى أن يقول النائب محمد رعد للرئيس سعد الحريري: «لا مكان لك هنا» ؟!
هل هذه مقدمة للمؤتمر التأسيسي الذي يسعى إليه البعض من خلال تعطيل المؤسسات وإفراغ الرئاسات؟!
وإذا كان المكتوب يقرأ من عنوانه، فقد وصلت الرسالة، لأن النفوس ما زالت تختزن عاهات مزمنة تنسف الصيغة اللبنانية من أساسها،ولأن التصاريح ما عادت تخفي ما يعتمل في نفوس أصحابها.
هل يسأل أطراف الحوار أنفسهم اليوم، ماذا يفعلون داخل الأبواب المغلقة في المجلس النيابي؟ وهل أدرك جماعة الحراك المدني أن أيدٍ خفيةٍ تحاول دقّ المسمار الأخير في نعش تحرّكهم؟!.
ليست النفايات القضية الوحيدة وليس التنقيب عن الغاز والبترول هو العقدة الأخيرة لأن الروائح الغريبة تفوح من مكان آخر وتعيد اللبنانيين إلى نقطة الصفر.

أنطوان القزي