بقلم هاني الترك
By Hani Elturk Oam
صدرت هذا الأسبوع ارقام الإحصاء السكانية التي تجري كل خمس سنوات في استراليا.. وبلغ عدد السكان ٢٥٫٥ مليون نسمة.
وأكثر من مليون نسمة هاجروا الى استراليا منذ عام ٢٠١٧.. وعدد المواليد خارج استراليا بلغ ٥١٫٥٪.
أكثر الدول من مواليد خارج استراليا هم من الهند ٢٢٠٫٠٠٠ مهاجر.. وفاق العدد الصينيين والنيوزيلنديين.
عدد الذين يتحدثون لغة غير الإنكليزية بلغ ٥٫٥ مليون شخص.. و٨٥٠٫٠٠٠ شخص لا يتحدثون الإنكليزية.
أكثر اللغات المحكية غير الإنكليزية هي الماندرين (اللغة الصينية) وفي الثانية تأتي بعدها اللغة العربية.
اما بالنسبة للديانات فقد تقلص عدد الذين يؤمنون بالمسيحية الى ٤٣٫٩٪ بعد ان كان ٥٢٫١٪ عام ٢٠١٧.. وعدد الذين ليس لهم ديانة ٤٠٪ وثاني ديانة في استراليا أصبحت الإسلام.. اذ ازداد الى ٨١٣٫٣٩٢ شخص مسلم وهي الديانة الثانية في استراليا ويبلغ معدلها ٣٫٢٪ من تعداد السكان.. اما الديانة الهندوسية أصبحت ٢٫٧٪.
والملاحظ هنا ان وقت اجراء الإحصائية السكانية قامت بعض المجموعات المعروفة بحث الناس بوضع علامة على لا ديانة من اجل عدم دفع الحكومة للتخطيط للديانات في سياستها.
وقال مساعد وزير الخزانة السابق اللبناني الأصل مايكل سكر: «ان تلك الجماعات قد اثرت على وضع علامة لا ديانة امام الخانة الخاصة بالديانات».
من هنا يمكن القول: «بأن استراليا أصبحت عملياً متعددة الحضارات وكونها رسمياً دولة علمانية.. فمع ان الثقافة الأنجلوسكسونية هي التيار السائد حتى الان.. الا اننا لا نعرف ما الذي تتجه اليه وتتبلور الثقافة الأسترالية بعد حقبة من الزمن».
وماذا عن الثقافة العربية في الاحصائية؟
ما يثلج الصدر فعلاً ان اللغة العربية هي ثاني لغة محكية في استراليا بعد الماندرين.. لذلك يجب تشجيع أبناء الجالية على الانخراط في المجتمع الأسترالي والانفتاح عليه مع الحفاظ على ثقافتنا العربية وعدم الذوبان.. حتى نؤثر بثقافتنا على ثقافة المجتمع الأسترالي.
فحتى الان لم نؤثر على الثقافة الأسترالية المتعددة الثقافات الا في مجال الأطعمة العربية.. التي أصبحت من اهم ملامح الثقافة الأسترالية.
قد يظن البعض خطأً من المثقفين في الجالية انه بسبب عمل الكثيرين من أبناء الجالية في قطاع البناء والتعمير اننا قد أثرنا على ثقافة المجتمع.. ولكن هذا اعتقاد خاطئ.. فإن اعمال البناء تتم بمقتضى القوانين والقواعد والأساليب الأسترالية المعمول بها.. فلم نُدخل كجالية هندسة التعمير العربية او الإسلامية في قطاع التعمير والبناء.
صحيح انه برز من الجالية العربية اشخاصٌ شغلوا مناصب عليا لها وزنها في عدة مجالات.. مثل السياسة والتجارة والمهن.. ولكنهم لم يسهموا في التأثير على الثقافة الأسترالية.. لأننا لم نصل كجالية.. الى جالية المؤسسات باستثناء المدارس العربية القليلة سواء المسيحية او الإسلامية.
ان اهم عناصر في مفهوم الثقافة هي اللغة والتعليم والأديان والتقاليد والعادات.. لذلك علينا تشجيع أبناء الجالية مواصلة التعليم في الجامعات والمعاهد التقنية.. والانفتاح على المجتمع الأسترالي.. من اجل تأثير ثقافتنا العربية عليه في المستقبل.
وفي ذات الوقت يجب الاستمرار في الحفاظ على تقاليدنا العربية رغم الكراهية والتعصب ضد العرب والإسلام.. فنحن نعيش في مجتمع متعدد الحضارات رسمياً وعملياً.. هذا ما تظهره الإحصائية السكانية.. والتي على أساسها يتم التخطيط في جميع المجالات المجتمعية