كتبت الأديبة أمان السيّد:

في الذكرى الأولى لتحرر سورية من نظام الأسد المجرم تزيّنت صالة سيتي فيو لاكمبا في مدينة سيدني الأسترالية بابتهاج السوريين واجتماعهم للاحتفال، وانطلق شبابهم وشيّابهم وأطفالهم يهزجون، ويرقصون على وقع أغان تمجد انتصار الثورة السورية وتحرّر الوطن من نظام الأسد المجرم، فالوطن  الذي عانى أهله أمرّ العذاب من قتل وتدمير وتشريد وتغييب قد حطموا قيود الاستعباد بثباتهم على النضال، وهم يحتفلون بما يليق بهم، ترفرف فوقهم راية خضراء تمجد شعبا يتسامق بإرثه التاريخي، وبتنوع أبنائه الديني والعرقي الذي عمل المجرم الفار بشار الأسد على تزييفه وطمسه، وجعله خاضعا بالسلاح لسطوته.

هو الثامن من كانون الأول يضحي العيد والرمز الحي لسورية يتباهى به أبناؤه في الداخل، وفي الخارج.

بدأ الاحتفال بتلاوة آيات كريمة، وقراءة الفاتحة على أرواح شهداء الوطن والمغيبين حتى اليوم، وألقت الأديبة السورية “أمان السيد” مقطعا شعريا عظمت فيه دور أطفال درعا المبارك، في إيقاد شرارة الثورة السورية، أعقبتها أبيات عن دمشق للشاعر “نزار قباني” وافقت الموقف الجليل، شدت بها حفيدتها الطفلة “علياء أيوب” رافعة شارة النصر بإصبعيها.

“هي الثورة التي لا تستنسخ، وهو السوري الذي لا يقهر، والفرح لهما العباءة” كما قالت الأديبة، ودعت في كلمتها السوريين إلى نثر الثامن من كانون الأول زهورا على قبر كل شهيد وشهيدة، وعلى المقابر الجماعية، على آثار دموع المعتقلين، وحفرهم بأظافرهم جدران وأقبية السجون والمعتقلات، وأعين الجلادين الساديين تتلذذ بتعذيبهم، وعبرت الأديبة “السيد” عن تقديرها لكل سوري نهض في وجه النظام البائد بمختلف أشكال الثورة بموقف، أو بكتابة، أو بعمل فني، أو من صمت قسرا، وخوفا حين كان في قبضة الأسد، ولكل من ساند سورية، ويساندها من شرفاء العالم، وللأيادي الكريمة التي تعمل وتجهد لترأب الصدع داخل الوطن، ولتلملم ما تفرق من شمله ليفخر أبناء سورية بوطنهم شامخا.

في الاحتفال أعلن الدكتور المحامي “سامي سراج” رئيس المجلس عن تأسيس “مجلس الجالية السوري الأسترالي” ومما جاء في كلمته “إن المجلس هو مؤسسة مدنية غير ربحية ولا حكومية، وغير سياسية، وغير حزبية، إغاثية، وخدمية للسوريين جميعهم في أستراليا وخاصة في سيدني، وإن هذا المجلس يتبنى رؤية واضحة وغاية نبيلة في تقديم الدعم للجالية السورية في مختلف المجالات الاجتماعية، والثقافية، والعلمية، والعملية، وسيعمل على تعزيز الاندماج بين أفراد الجالية السورية، والمجتمع الأسترالي ساعيا ليكون منصة فاعلة تعبر عن تطلعاتنا، وتلبي احتياجاتنا” ثم عرّف بأعضائه المشاركين في التأسيس من الجنسين، أكاديميين ورجال أعمال.

في ختام الاحتفال عبرت الأديبة “أمان السيد” باسم “مجلس الجالية السوري الأسترالي” عن الشكر والامتنان للذين لبوا دعوته، وأشادت بكرم المتبرعين، وفضلهم في إغناء الاحتفال، وخصّت السيد “طوني بو ملحم” صاحب صالة سيتي فيو بالتقدير، وهي إذ تقدم الشكر للمصور السيد “مدحت خوري” الذي وثّق الحدث السوري العظيم بالصورة والفيديو، لن تغفل عن توجيه الشكر إلى الفنان السوري “جورج كرم” وإلى السوريين جميعهم الذين تضافرت جهودهم ليظهروا سعادتهم بانتمائهم إلى سورية الجديدة الخالية من حكم الأبد.