عندما نريد التدليل على جمال أستراليا أمام أي زائرأو سائل ، يتبادر الى  ذهننا ودون تردد “بونداي بيتش” ، هذا المعلم الاسترالي الذي تحوّل الى أيقونة يتفق عليها حاملو أكثر من 120 خلفية إثنية.

عندما نريد أن نتباهى أمام أي صديق زائر أو مقيم حائر، نصطحبه الى بونداي بيتش، وعندما نريد تكريم قريب أو نسيب، نحجز له مطعماً في بونداي بيتش.

وعندما نريد أن نحمل بطاقة عيدية الى الخارج أو هدية تفرح القلب، نختار بطاقة بونداي بيتش.

ليست القصة محصورة بالإسم ، بل بالدلالات والمعاني المحببة، هناك ، ترى في الجلسة الواحدة والمكان الواحد الاسترالي الانغلوساكسوني، والاسترالي البوذي او المسيحي او المسلم او اليهودي والهندوسي وغيرهم من حاملي عشرات العقائد والأديان الأخرى.

لا مجال اليوم للمزايدات على حساب المشهد الإنساني، بل البطولة هي التوقّف النبيل والمؤثر عبر ما قام به أحمد الأحمد بتوقيف أحد مطلقي النار بكل جرأة وهو استحق شهادات من كل العيون التي شاهدته والكاميرات التي راقبته وشهادات كل القلوب النابضة الاتي أكبرت فيه شهامته.

أحمد الأحمد (البطل) الذي فرمل اندفاع المسلّح الثاني، لم يسأل عن لون وعرق ودين الضحايا من قتلى ومصابين، بل هو يحمل حسّاًً إنسانياً يعفيه من هذه المهمة.

تحية لكل من أصدروا بيانات تنديد واستنكار من مؤسسات وأفراد جاليتنا، تحية لهؤلاء لأنهم وضعوا كسوفاً في عيون من حاول التدليل علينا، فأثبتنا أننا أستراليون أقحاح، وأننا جميعاً نرود مرابع الحب والسماح بين باراماتا ولاكمبا وبونداي بيتش وأرنكليف وونتورثفيل وروزباي.

كلنا نحمل في أيدينا جواز سفر واحد، و”كارت بوستال” واحد، ونحمل في قلوبنا وطناً واحداً هو أستراليا.

فلنضمّد معاً جرح بونداي بيتش الذي هو جرحنا جميعاً.

رحم الله الضحايا، لأنه لا تجوز إلا الرحمة على الميت، وشفى المصابين منهم.

  • وكلنا باقون على الوعد يا أستراليا، معكِ في السرّاء والضراء، مهما سالت الدماء.