“الدين والدولار يدفعان لبنانيين للقتال مع الشيشان في أوكرانيا”
هذا العنوان هو أسوأ ما قرأته منذ أيام وجعلني أشعر أننا كلبنانيين عدنا الى المربع الأول في الفقر والتطرّف.
وما عرفته عن مصادر ميدانية أن شبانًا من شمال لبنان والبقاع يقاتلون تحت الراية الروسية ضمن تشكيلات شيشانية معروفة بقدراتها الهجومية، وترافق تحركاتهم صلوات ودعوات دينية. بعض هؤلاء يحمل خلفية عقائدية مرتبطة بصراعات سابقة، لكن الغالبية العظمى تتحرّك بدافع اقتصادي، حيث أصبح القتال في الخارج بابًا أخيرًا للرزق في بلد تنهار فيه سوق العمل، وتغلق أمام جيل كامل منافذ العيش.
هؤلاء هم شباب الجمهورية التي تجهد لتطبيق خطاب القسم والبيان الوزاري، شباب محبطون من كل الوعود والبيانات، لم تقدم لهم دولتهم ما يمنعهم من السعي خلف لقمة العيش المدفوعة بالتطرف وضيق الحال.
وما زاد الطين بلّة هو ما أفادته مؤخراً مصادر ميدانية أن حالات اختفاء المقاتلين تتزايد في مناطق شمال لبنان والبقاع، حيث يُبلغ الأهالي عن فقدان أبنائهم منذ عدة أشهر، ومن بينهم: عبد الكريم س.، محمود ح.، عمران ع.، ومحمد ك. هذا الغموض المستمرّ يثير الكثير من التساؤلات حول كفاءة آليات التتبع وحقوق العائلات في متابعة المختفين، خصوصًا في ظلّ غياب أي جهة رسمية تقدّم توضيحات أو تدخل لمعالجة الوضع.
وأفادت المصادر أن المزيد أن شبانًا لبنانيين أبرموا عقودًا مع شركات أمنية روسية مقابل رواتب بالدولار، وحصل بعضهم على التأشيرات عبر السفارة الروسية في بيروت، وأن راتب المقاتل اللبناني يبلغ 1100 دولار أميركي شهرياً
ويحصل ذوو القتيل على تعويض يقارب ثمانين ألف دولار.
في بلد منهار اقتصاديًا، تبدو هذه الأرقام نافذة نجاة ولو عبر نار الحرب. ومع غياب العمل وتآكل الطبقة الوسطى، يصبح السلاح تذكرة سفر نحو جبهات بعيدة، حيث الحياة رهان والموت احتمال مرسوم بواقعية باردة.
فمن يضع حداً لهذه الظاهرة في ظلّ تمنّع العالم عن مساعدتنا لأسباب وأسباب، وفي ظلّ تردد السلطة في حسم أمرها وفي ظلّ انتظار تطورات من الخارج تقرّر مصيرنا.. ونحن نعلم أن إهمال الدولة لمواطنيها يدفعهم الى التطرّف.
وطن الحرف وأم الشرائع، بات موطناً لتصدير المرتزقة إلى جانب الدب الروسي؟!.

