قفزة في إنفاق الأسر الأسترالية
أظهرت بيانات رسمية حديثة أن إنفاق الأسر الأسترالية سجل ارتفاعًا ملحوظًا في شهر أكتوبر 2025، ليصل إلى واحدة من أعلى مستوياته خلال العامين الأخيرين.
ووفق الأرقام المتاحة، بلغ الإنفاق الأسري نحو 78.4 مليار دولار أسترالي خلال ذلك الشهر، بزيادة شهرية تقدر بحوالي 1.3 في المئة مقارنة بالشهر السابق،
ما يعكس تحسنًا في شهية الاستهلاك وثقة نسبية في الأوضاع الاقتصادية.
تفاصيل نمو الإنفاق ومجالاته الرئيسية
تشير الأرقام إلى أن النمو السنوي في إنفاق الأسر ارتفع إلى نحو 5.6 في المئة، بعد أن كان في حدود 5.1 في المئة في الشهر السابق.
ويظهر التحليل أن جزءًا كبيرًا من هذه الزيادة جاء من الإنفاق على السلع المعمرة، مثل الأجهزة الكهربائية وبعض مستلزمات المنازل، بالإضافة إلى الخدمات،
بما في ذلك السفر الداخلي والمطاعم والترفيه. هذا الارتفاع يوحي بأن المستهلك الأسترالي ما زال قادرًا على الإنفاق رغم ضغوط تكاليف المعيشة.
دلالات اقتصادية: دعم للنمو وضغط على الأسعار
من منظور اقتصادي، يعكس صعود الإنفاق الاستهلاكي قوة في جانب الطلب، وهو ما يدعم نمو الناتج المحلي الإجمالي في المدى القصير،
ويساعد الشركات على تحسين مبيعاتها وربحيتها. غير أن هذا الزخم الاستهلاكي قد يحمل جانبًا آخر أكثر حذرًا، إذ يمكن أن يضيف ضغوطًا تضخمية جديدة على الأسعار،
خاصة إذا ترافق مع اختناقات في العرض أو ارتفاع في تكاليف الإنتاج والنقل.
تساؤلات حول تحركات البنك المركزي المقبلة
هذه المعطيات تضع البنك الاحتياطي الأسترالي أمام معادلة دقيقة؛ فإذا استمر الإنفاق في الارتفاع وشهدت الأسواق المزيد من الضغط على الأسعار،
فقد يضطر البنك إلى تأجيل أي خفض محتمل لأسعار الفائدة، أو حتى التفكير في زيادات جديدة لكبح التضخم. وفي المقابل،
إذا بدأت مؤشرات الضعف في سوق العمل أو تراجع دخل الأسر في الظهور، فقد يتعين على البنك الموازنة بين استقرار الأسعار والحفاظ على النمو والقدرة الشرائية للمواطنين.

