برنامج التوظيف لذوي الإعاقة – أخبار أسترالية

بينما ينتظر معظم الناس لحظة التقاعد بفارغ الصبر، يعلن إميليو زاندونا أنه يحب عمله لدرجة أنه يريد الاستمرار فيه “لمئة عام أخرى”.
وهذا التصريح ليس غريبًا من شخص بدأ عمله قبل نحو أربعة عقود.

موظف منذ عام 1986 ومستمر حتى اليوم

بدأ السيد زاندونا عمله في شركة وولوورثس Woolworths عام 1986 وهو في الثامنة عشرة من عمره، وما يزال يعمل حتى اليوم في فرع تاون هول — نفس المكان الذي بدأ فيه مسيرته المهنية.

وكان واحدًا من أوائل الأشخاص الذين حصلوا على وظائف من خلال برنامج Jobsupport، وهو برنامج مخصص لدعم توظيف الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية. ويستعد البرنامج هذا الأسبوع للاحتفال بمرور 40 عامًا على تأسيسه، وذلك عبر حفل كبير لتكريم المشاركين الأكثر استمرارية في العمل.

ويعمل نحو 870 أستراليًا من خلال هذا البرنامج في شركات كبرى مثل: Woolworths، Coles، Bunnings، Westpac.

تكريم رسمي وإنجاز شخصي

من المقرر أن يحصل السيد زاندونا على جائزة خلال الحفل المقرر الخميس في Revesby Workers Club، وستقدم الجائزة وزيرة الخدمات الاجتماعية تانيا بليبيرسيك.
وقال زاندونا تعليقًا على مسيرته المهنية الطويلة:
“لقد عملت هنا 40 عامًا… وسأستمر لـ100 سنة أخرى.”

قصص نجاح تغيّر حياة العاملين

الرئيس التنفيذي للبرنامج فيل تاكرمان قال إن Jobsupport لا يخدم فقط أصحاب العمل، بل يغير حياة الأشخاص ذوي الإعاقة الذين يحصلون على فرصة عمل حقيقية. وضرب مثالًا بالعامل تين لي من شركة AMP:

“مدرسته وصفت حالته بأنه غير ناطق… وبعد سنوات من العمل أصبح يتحدث. ثقته بنفسه تغيّرت تمامًا.”

وأكد تاكرمان أن هذا النمو المهني والاجتماعي “شيء مذهل” وأن التأثير يمتد ليشمل الأسرة والمجتمع.

دور البرنامج في دعم ذوي الإعاقة الذهنية المتوسطة

يستهدف البرنامج دعم الـ 0.3% من الأستراليين في سن العمل ممن يعيشون مع إعاقة ذهنية متوسطة (MID)، ويوفّر لهم مسارًا وظيفيًا في بيئة عمل عامة بدل العزل في وظائف محمية.

وتُظهر البيانات أن 33 صاحب عمل احتفظوا بموظف واحد على الأقل من البرنامج لمدة تزيد عن 20 عامًا.
وتوظف Woolworths وحدها 80 موظفًا من ذوي الإعاقة الذهنية يعملون لديها منذ أكثر من عقدين، فيما توظف McDonald’s 61 موظفًا بنفس المدة.

فوائد اقتصادية واجتماعية ضخمة للمجتمع

تشير أبحاث Jobsupport إلى أن دعم ذوي الإعاقة الذهنية المتوسطة في سوق العمل العام يمكن أن يوفر لأستراليا مليار دولار خلال الأربعين سنة القادمة.
وإذا تمكن 20% منهم فقط من الحصول على وظائف في القطاع العام، فقد تصل الوفورات السنوية إلى 60 مليون دولار.

وأوضح تاكرمان أن أستراليا تُعد رائدة عالميًا في هذا النوع من البرامج، وقال:

“العاملون من ذوي الإعاقة الذهنية يمكنهم أداء المهام الروتينية الدقيقة التي تستهلك وقتًا ثمينًا من الموظفين الأكثر تأهيلًا، ما يزيد إنتاجية المؤسسة كلها.”

وأضاف أن حصولهم على وظيفة حقيقية يمنحهم:

  • أجرًا ثابتًا

  • مسارًا مهنيًا

  • مكانًا في المجتمع

وهو ما يقلل في نفس الوقت من تكاليف الرعاية الحكومية مقارنةً ببرامج NDIS التقليدية.