ثلاثة بابواتٍ سبقوكّ يا لاوون، ولم يدركنا الشفاء لأننا لم نتعلّم.
ثلاث أحبار وثلاث مهرجانات على امتداد الوطن الصغير مع اسلافك الاحبار: بولس ويوحنا وبينديكتوس.. وحده فرنسيس الذي أحب لبنان لم يزره لأنه أدرك أننا شعب يجيد التصفيق ويجهل التنفيذ؟.
قل لهم يا لاوون، ماذا بقي بينهم من اللطف الذي زرعه بولس السادس في زيارة الخمسين دقيقة في مطار بيروت في 2 كانون الأول سنة 1964 الذي أصرّ على المرور بالبلد الصغير رغم عدم إدراجه على جدول زيارته وهو في طريقه لحضور المؤتمر الأفخارستي في بومباي آتياً ؟.
ستجد أنهم لا يتذكرون من تلك الزيارة إلا مشهد الرئيس شارل حلو يقف الى جانب الحبر الأعظم في المطار يستمعان الى النشيدين اللبناني والفاتيكاني؟.
. إسألهم يا لاوون وأن تمرّ بينهم وما أكثرهم:” ماذا يعرفون عن الإرشاد الرسولي وعن البابا القديس يوحنا بولس الثاني في حريصا سنة 1997 وهل ما زالوا يتذكرون شيئاً مما أتى به السينودس من أجل لبنان ؟.
وماذا بقي من الجسور التي دعاهم البابا البولندي الى بنائها ، وماذا فعلوا بالجروح النازفة التي حاول تضميدها وهل أسقطوا الجدران بين العائلات والطوائف التي دعاهم الى إزالتها؟.
واسألهم يا لاوون :” هل حافظوا على بلد: “هو أكثر من مجرد بلد، إنه رسالة حرية ومثال للتعددية للشرق كما للغرب”. ؟.
قل لهم : أين الروح الأخوية والحوار، التي دعا اليها البابا الألماني بينيديكتوس السادس عشر عندما زار لبنان في أيلول سبتمبر ٢٠١٢ بمناسبة توقيع الإرشاد الرسولي الذي ذكّر يومها بالنموذج اللبناني، “بلد رسالة” يومها قال: “يجب على التعايش اللبناني السعيد أن يُظهر للشرق الأوسط بأكمله وبقية العالم أنه يمكن أن يوجد داخل أمة واحدة تعاون بين مختلف الكنائس ، بروح من الشراكة الأخوية مع المسيحيين الآخرين، وفي الوقت عينه، التعايش والحوار القائم على الاحترام بين المسيحيين وإخوتهم من الديانات الأخرى”.
وماذا بقي من تشجيع البابا بنديكتوس في زيارته إلى بازيليك القديس بولس في حريصا، على “التعايش السعيد بين الإسلام والمسيحية، وهما ديانتان أسهمتا في خلق حضارات عظيمة.
إسألهم يا لاوون لماذا صارت الديانات طوائف وتقسّمت الطوائف الى مذاهب ثم الى عشائر ومحميات تحكمها العصبيات؟.
لا تزعل يا لاوون إذا قلتُ لك :” لا تضيّع وقتك، فنحن نحتاج إلى سوط السيّد في الهيكل وإلى سامري يرفعنا عن الأرض ، لأننا أتخمنا بطون السماء بالصلاة وما عاد عند بطرس مكان لاستقبالنا.
عندنا في الشرق يقولون::” لا يصلح العطّار ما أفسده الدهر” وبعد التجربة نقول لك :”لا يصلح البابا ما أفسده معظم
ساسة لبنان”.
فمتى يمرّ السامري؟!.

