كشف تقرير صحي حديث عن ارتفاع مقلق في معدلات السمنة بين الأطفال في أستراليا، حيث تشير البيانات إلى أنّ نسبة متزايدة من الأطفال تعاني من زيادة الوزن أو السمنة في سن مبكرة مقارنة بالسنوات السابقة.
ويرجع الخبراء هذه الظاهرة إلى عدة عوامل مجتمعة، أبرزها قلّة النشاط البدني، واعتماد نمط حياة أكثر خمولاً، بالإضافة إلى الإكثار من تناول الأطعمة السريعة والمشروبات المحلّاة ذات السعرات الحرارية العالية.

المدارس تتحرّك لمواجهة الظاهرة

في ضوء هذه المؤشرات، بدأت بعض المدارس الحكومية والخاصة في تطبيق برامج غذائية أكثر صحّة داخل المقاصف المدرسية، مع تشجيع الطلاب على تناول الفواكه والخضراوات والحد من الأطعمة المقلية والمصنّعة.
كما اعتمدت مدارس أخرى حصصاً يومية أو أسبوعية للنشاط البدني الإلزامي، سواء من خلال حصص الرياضة التقليدية أو عبر أنشطة حركية تفاعلية، بهدف ترسيخ عادة الحركة لدى الأطفال منذ الصغر.

تحذيرات الأطباء من المضاعفات

يحذّر الأطباء من أنّ السمنة المبكرة لا تُعد مشكلة جمالية فحسب، بل هي عامل خطر رئيسي للإصابة بأمراض مزمنة في المستقبل، مثل داء السكري من النوع الثاني، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب والشرايين.
كما قد تؤدي السمنة إلى مشكلات نفسية واجتماعية، مثل ضعف الثقة بالنفس، والتنمّر، والعزلة الاجتماعية، وهو ما يستدعي التعامل مع الظاهرة بوصفها قضية صحية ومجتمعية في آن واحد.

دعوة موجّهة إلى الأسر

في هذا السياق، ناشد الأطباء والأخصائيون الصحيون الأسر الأسترالية بضرورة مراقبة نظام التغذية لدى أطفالهم، وتقليل وقت الجلوس أمام الشاشات، سواء التلفاز أو الهواتف أو الألعاب الإلكترونية.
كما دعوا إلى تشجيع الأبناء على ممارسة الرياضة بانتظام، والمشاركة في أنشطة خارجية، مثل اللعب في الحدائق أو الانخراط في الأندية الرياضية، باعتبار ذلك استثماراً في صحتهم الجسدية والنفسية على المدى الطويل.