يشهد قطاع التعدين في أستراليا مرحلة تحوّل مهمة، في ظل الطلب العالمي المتزايد على المعادن الاستراتيجية اللازمة لصناعة البطاريات والسيارات الكهربائية والتقنيات النظيفة، مثل الليثيوم والنيكل والمعادن النادرة.
وتُعد أستراليا من أكبر المنتجين لهذه الموارد، ما يمنحها موقعاً متقدماً في سلاسل الإمداد العالمية المرتبطة بالتحوّل نحو الطاقة النظيفة والاقتصاد منخفض الانبعاثات.
موجة استثمارات جديدة
استجابة لهذه الفرص، أعلنت شركات عالمية وإقليمية عن خطط استثمارية بمليارات الدولارات في مشاريع تعدين جديدة أو توسعة المناجم القائمة داخل أستراليا.
وتشمل هذه الاستثمارات تطوير بنية تحتية متخصصة، واستخدام تقنيات حديثة في الاستخراج والمعالجة، بهدف زيادة الإنتاج مع تحسين الكفاءة وتقليل التكاليف التشغيلية قدر الإمكان.
فرص عمل في المناطق الإقليمية
من المتوقع أن يوفّر هذا التوسّع آلاف فرص العمل الجديدة، لا سيما في المناطق الإقليمية والنائية التي توجد فيها معظم المناجم.
وتأمل المجتمعات المحلية في أن يسهم ذلك في تنشيط الاقتصاد المحلي، وتحسين الخدمات والبنية الأساسية، وتوفير فرص تدريب وتأهيل للشباب بما يضمن استفادتهم المباشرة من الطفرة التعدينية.
مخاوف بيئية متصاعدة
في المقابل، عبّرت منظمات بيئية عن قلقها من احتمال توسّع الأنشطة التعدينية على حساب البيئة، لا سيما في المناطق الحساسة بيئياً أو القريبة من المواطن الطبيعية للحياة البرية.
وتطالب هذه الجهات بضمان الالتزام الصارم بمعايير الحماية البيئية، وإلزام الشركات بخطط واضحة لإعادة تأهيل الأراضي بعد انتهاء عمليات التعدين، بما يحقق توازناً بين العائد الاقتصادي والحفاظ على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة.

