تواجه المستشفيات الأسترالية — خصوصًا في نيو ساوث ويلز وفيكتوريا — تحديات خطيرة بعد أن بلغ نقص أطقم التمريض مستويات غير مسبوقة، وفق تقرير صادر عن مجلس التمريض والقبالة. وأكد التقرير أن المستشفيات تعمل حاليًا بطاقات تشغيلية تقلّ عن 70% من حاجتها، ما أدى إلى ازدحام شديد في أقسام الطوارئ وتأخر عشرات الآلاف من العمليات الجراحية غير الطارئة.
ويقول الخبراء إن أسباب الأزمة متعددة، أبرزها الإرهاق الشديد الذي يعاني منه العاملون في القطاع منذ جائحة كورونا، وتراجع أعداد الخريجين الجدد، إضافة إلى انتقال عدد كبير من الممرضين إلى القطاع الخاص الذي يقدم رواتب أعلى. كما دفعت الهجرة العكسية بعض العاملين إلى مغادرة البلاد بعد انتهاء عقودهم أو لأسباب اقتصادية.
وتشير الإحصاءات إلى أن متوسط انتظار المرضى في أقسام الطوارئ تخطّى 5 ساعات في بعض المستشفيات الكبرى، بينما وصلت قائمة الانتظار للعمليات الجراحية في فيكتوريا إلى أكثر من 90 ألف حالة. وتقول نقابة التمريض إن الوضع «لا يمكن تحمّله»، وإن المرضى يتعرضون لخطر فعلي بسبب نقص الكوادر.
من جانبها، أعلنت حكومة نيو ساوث ويلز عن خطة لجذب 1,200 ممرض من الخارج خلال العام المقبل، مع تقديم حوافز مالية تصل إلى 10,000 دولار للممرضين الجدد، إضافة إلى تسهيلات في تأشيرات العمل. أما حكومة فيكتوريا فتعهدت بزيادة رواتب التمريض بنسبة 12% على مدار عامين، إلى جانب تمويل تدريب آلاف الطلاب في برامج تسريع التخرج.
ومع ذلك، يرى الخبراء أن الحلول قصيرة المدى لن تكون كافية، وأن القطاع يحتاج إلى إصلاحات هيكلية تشمل تحسين بيئة العمل، وتخفيف الأعباء الإدارية، واستخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لدعم أطقم التمريض، وتطوير برامج احتفاظ طويلة المدى.
وفي ظل تزايد عدد السكان وارتفاع متوسط الأعمار، يحذّر محللون من أن الأزمة — إذا تُركت دون معالجة — قد تقود إلى تدهور خطير في النظام الصحي الأسترالي خلال السنوات القادمة، مع فقدان الثقة في المستشفيات الحكومية التي تخدم ملايين المواطنين.

