سوق الأسهم الأسترالي – اقتصاد
في وقت تعاني فيه الأسواق العالمية من اضطراب متزايد نتيجة تراجع قطاع التكنولوجيا والمخاوف من فقاعة الاستثمار في الذكاء الاصطناعي،
يبدو أن سوق الأسهم الأسترالي Australian Securities Exchange (ASX) يبدي قدرة أكبر على التماسك مقارنة بمثيله الأميركي.
المؤشرات والحقائق
في الجلسة الأخيرة، افتتح مؤشر ASX 200 عند نحو 8,815 نقطة تقريبًا،
بينما انخفض مؤشرا الولايات المتحدة S&P 500 بحوالي 1.2٪ وNasdaq Composite بحوالي 2٪.
القطاعان الأستراليان الأكبر تأثراً بالتراجع هما التعدين والطاقة، إذ تكبّدا خسائر ملحوظة،
بينما البنوك والقطاع المالي ظهر كـ “ملاذ نسبي” حتى الساعة.
المحللون المحليون يشيرون إلى أن السبب في مقاومة ASX لهذا الاضطراب هو تركيزة السوق الأسترالية على القطاعات التقليدية (كالطاقة،
التعدين، البنوك) بدلاً من الاعتماد الكبير على قطاعات التكنولوجيا عالية المخاطر كما في الولايات المتحدة.
لماذا لا تتأثر بنفس حدّ وول ستريت؟
الأسواق الأميركية ساهمت فيها مجموعة صغيرة من شركات التكنولوجيا الضخمة (مثل Nvidia Corporation وMeta Platforms وغيرها) في دفع المؤشر العام،
ما يجعلها أكثر عرضة لتصحيح إن تأخّرت الإيرادات أو تباطأت موسعة الذكاء الاصطناعي.
السوق الأسترالي، بحسب تحليل خبراء الاقتصاد، أقل “مبالغة” فى تسعير النمو المرتبط بالذكاء الاصطناعي،
لذا لديه هامش أكبر لتجاوز موجة تصحيح عالمية دون تعريض نفسه بشكل مفرط.
المخاطر التي تلوح في الأفق
رغم هذا التماسك النسبي، السوق الأسترالي ليس بمنأى عن التأثر: أي تراجع قوي فى الطلب على المعادن أو اضطراب فى الاقتصاد الصيني قد يؤثر بشكل مباشر على شركات التعدين الكبرى (التى تُشكّل جزءاً كبيراً من السوق).
كذلك، مخاوف “فقاعة الذكاء الاصطناعي” لا تزال قائمة، خاصةً مع ارتفاع التوقعات وتساؤلات حول مدى تحقيق العائدات من الاستثمارات الضخمة فى هذا المجال.
السوق الأسترالي والذكاء الاصطناعي
بالرغم من تراجع الأسواق الأميركية المدفوع بخوف من تباطؤ النمو فى شركات التكنولوجيا وسيناريوهات فقاعة الذكاء الاصطناعي،
السوق الأسترالي يظهر مقاومة نسبية ضمن هذا الإطار، بفضل تركيزه على قطاعات أقل تقلبًا وتحديدًا على التعدين والبنوك.
ومع ذلك، فإن عوامل الاقتصاد العالمي أو تراجع الطلب على السلع قد تغيّر هذا الموقف سريعاً، لذا فالحذر ما زال مطلوبًا.

