تؤكد دراسة دولية شاملة أن أستراليا، وتحديداً مناطقها الشمالية، تمثل ملاذاً عالمياً حاسماً لحيوان الأطوم (Dugong)، أو ما يُعرف ببقرة البحر، في الوقت الذي تقترب فيه هذه الأنواع من الانقراض في الكثير من نطاقها الطبيعي حول العالم.

الوضع العالمي للأطوم ودور أستراليا

كشف “التقييم العالمي لحالة الأطوم والاحتياجات لحفظه”، وهو أضخم مراجعة لأوضاع أبقار البحر منذ عقدين، عن تباين كبير في حالتها. هذا التقرير، الذي نشرته جامعة جيمس كوك (JCU) بالتعاون مع أكثر من 70 خبيراً من 40 دولة، حدد المناطق التي تزدهر فيها هذه الحيوانات، والمناطق التي تتناقص فيها، أو التي انقرضت منها بالفعل.

  • مناطق الخطر: تشير النتائج إلى أن الأطوم بات قريباً من الانقراض في أماكن مثل الصين واليابان، وقد انقرض بالفعل في مواقع مثل موريشيوس في شرق إفريقيا.
  • مناطق الأمان: على النقيض، لا تزال هناك تجمعات كبيرة ومهمة في شمال أستراليا وجنوب الخليج العربي.

أكدت الأستاذة الفخرية هيلين مارش من مركز JCU TropWATER، التي قادت الدراسة الدولية، أن أبقار البحر في المياه الأسترالية الشمالية هي الأكبر والأكثر قدرة على الصمود في العالم، مع ما يقدر بنحو 166,000 حيوان وأكبر تنوع جيني لأي مجموعة عالمية. هذا يضع أستراليا كحجر زاوية لبقاء الأنواع على المدى الطويل.

أسباب ازدهار أبقار البحر في أستراليا

أرجعت البروفيسور مارش نجاح أعداد أبقار البحر الأسترالية إلى ثلاثة عوامل فريدة:

  1. الموئل الجغرافي الواسع: وجود رصيف قاري شمالي ضحل وهائل يضم سهولاً شاسعة من الأعشاب البحرية التي تمثل غذاءها الأساسي.
  2. الكثافة السكانية المنخفضة: انخفاض الكثافة البشرية في الشمال يقلل من التفاعل السلبي مع البيئة البحرية.
  3. القدرة الاقتصادية: امتلاك أستراليا للثروة التي تسمح لها بـشراء التراخيص لوقف صيد الأسماك بالشباك الخيشومية في المناطق الحساسة، وهي خطوة لا تستطيع دول أخرى اتخاذها.

نداء للحفظ والتعاون الدولي

بالرغم من الأخبار الجيدة لأستراليا وبعض أجزاء من الخليج العربي، فإن رسالة التقرير العامة تدعو للقلق؛ إذ يظل فقدان الموائل والغرق العرضي في شباك الصيد من أكبر التهديدات العالمية.

  • المناطق الحرجة: حدد التقرير 33 منطقة بحرية مهمة للثدييات (IMMAs) تتطلب إجراءات حفظ عاجلة.
  • ضرورة حماية الموائل: يدعو التقرير إلى توسيع خرائط الأعشاب البحرية كجزء من مبادرة الأمم المتحدة “اختراق الأعشاب البحرية لعام 2030”، لضمان موائل الأطوم الأساسية.

ختاماً، أكدت البروفيسور مارش أن العالم ينظر إلى أستراليا للعمل معها في مجالات البحث والحماية والتعافي، نظراً لتاريخها الطويل في أبحاث الأطوم. ويحث التقرير على تعاون دولي أقوى من خلال مذكرة التفاهم بشأن الأطوم، والتي تندرج تحت اتفاقية الأنواع المهاجرة، لحماية الأعداد المتبقية.