في مطلع هذا العام 2025 ضجّت الصحف العالمية بخبر يتحدّث عن مواطن يمني قرّر بيع قبر والده، يومها لم أتوقّف عند الخبر، وها أنا اليوم استعيده بعدما علمتُ أن مواطناً لبنانياً أسترالياً يفتّش عمّن يشتري قبر والده ولكن لسبب مختلف. وهنا القصة:

 

“اضطر المواطن اليمني عصام إلى بيع قبر والده، المحجوز منذ عدة سنوات في مقبرة عامة في العاصمة المحتلة صنعاء، حتى يتسنى له استثمار المبلغ في تجارة الملابس المستعملة، سعياً لتأمين سُبل العيش له ولعائلته، في ظل اندلاع أزمة قبور حادة ترافقها أوضاع معيشية وإنسانية بائسة يكابدها ملايين السكان.

ويقول عصام إن وضعه المادي والمعيشي في حالة تدهور مستمرة، حيث يعجز مُنذ أشهر عن الحصول على فرصة عمل ولو بالأجر اليومي تمكِّنه من توفير أقل الضروريات لأسرته المكونة من ثلاثة أولاد، وزوجة، بالإضافة إلى والديه.

 

ودفعت الأوضاع البائسة واتساع رقعة الفقر وتوقف الرواتب، سكاناً في صنعاء وغيرها ممن استنفدوا كل ما لديهم من مدخرات خلال سنوات سابقة إلى بيع قبورهم أو قبور ذويهم، التي يشترونها سلفاً لهم أو لدفن أفراد أسرهم، لتأمين المعيشة.

ويُبدي عصام أسفه على بيع قبر والده، ويقول إنه لولا ضيق العيش وندرة العمل لما كان اضطر إلى فعل ذلك، مع اعترافه، بأنه قد يواجه صعوبة في أثناء البحث عن قبر في حال توفي والده أو أحد من أفراد عائلته”.. إنتهى

 

 

يومها، لم أتوقف عند هذا الخبر لأنه أمر طبيعي في أفقر بلد في العالم ..واليوم ، أراني أستعيد ذاك الخبر بعد وصول هذه الظاهرة الى أستراليا  ولسبب أسوأ.. فقد طلب منّي شخص من الجالية  يتردّد دائماً إلى نوادي القمار في سدني ان أعثر له على شخص يشتري قبر أبيه، وقال:” أنتم أبناء الجية تموتون كثيراً  وعددكم كبير، دبّر لي من يشتري قبر أبي”؟!. فانتفضتُ قائلاً :” معقول، قبر أبيك ولماذا”؟!.

 

وأضاف الرجل:” لولا العيب والحياء لكنت وضعت يافطة على قبر والدي تقول:

For sale

لكنني عدلتُ عن ذلك حتى لا يعرف أقربائي، ليبقى الأمر سرّاً بيني وبين الشاري”؟!.

 

.. قلت: وأين ستُدفن أنت عندما تموت؟ أجاب: لست أفضل من غاندي وجماعته ومعظمهم لم يدفنوا في قبور وأنهم حُرقوا”؟؟!!.

علمتُ لاحقاً أن الرجل سبق وباع منزله بسبب الإدمان على القمار!!

..تصوّروا، في اليمن باع قبر أبيه ليطعم أولاده. وفي أستراليا يبيع قبر أبيه ليقامر بثمنه؟!.

ملاحظة: القصة حقيقية.