لأول مرة منذ خمس سنوات، لم يعد هناك نقص في مهندسي البرمجيات في أستراليا، حيث تُظهر البيانات الجديدة الصادرة عن هيئة “الوظائف والمهارات الأسترالية” (JSA) أن نقص المهارات على مستوى البلاد يتراجع في معظم المهن.

تراجع عام في نقص المهارات

كشف تقرير قائمة نقص المهن لعام 2025 الصادر عن JSA أن أقل بقليل من ثلث جميع الأدوار المدرجة تعاني من نقص وطني – أي 293 من أصل 1,022 مهنة مُدرجة. يمثل هذا انخفاضًا ملحوظًا مقارنة بـ 36% في عام 2023 و 33% في عام 2024.

ووفقًا للتقرير، أُضيفت 29 وظيفة جديدة إلى قائمة النقص، بينما خرجت منها 69 وظيفة مقارنة بالعام الماضي. وتُعرّف JSA “النقص” بأنه مهنة يواجه فيها أصحاب العمل صعوبة في ملء الوظائف الشاغرة، بناءً على نسبة الوظائف الشاغرة التي تم ملؤها إلى إجمالي الوظائف الشاغرة. إذا كانت هذه النسبة أقل من 67%، تُعتبر المهنة تعاني من نقص.

فجوة المواهب التقنية تتقلص

تشير البيانات إلى أن الفجوة في المواهب التقنية بدأت تتقلص أخيرًا، مع خروج العديد من أدوار تكنولوجيا المعلومات من قائمة النقص. أبرزها دور مهندس البرمجيات، الذي كان يُصنف ضمن النقص كل عام منذ بدء دراسة JSA في عام 2021. وتُظهر البيانات الجديدة أن مهندسي البرمجيات لم يعودوا يعانون من نقص في أي ولاية أو إقليم في أستراليا.

كما شملت الأدوار التقنية الأخرى التي لم تعد تعاني من نقص: مُبرمج المطورين، مهندس ضمان جودة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICT)، ومُختبر الاختراق (Penetration Tester).

الأمن السيبراني لا يزال تحديًا رئيسيًا

على الرغم من التراجع في أدوار تكنولوجيا المعلومات الأخرى، بقيت العديد من الأدوار المتعلقة بـالأمن السيبراني تعاني من نقص حاد.

  • أصبح أخصائيو حوكمة الأمن السيبراني، والمخاطر، والامتثال (GRC) يعانون من نقص في كل مكان باستثناء الإقليم الشمالي، بعد أن كان النقص يقتصر عليهم العام الماضي في نيو ساوث ويلز وفيكتوريا فقط.
  • لا يزال مهندسو الأمن السيبراني ومنسقو عمليات الأمن السيبراني يعانون من نقص على مستوى البلاد، وكذلك مُختبرو البرمجيات.

تُقدر التوقعات أن قطاع الأمن السيبراني سيحتاج إلى 85,000 وظيفة متخصصة بحلول عام 2030 لتلبية متطلبات القطاع المتطورة، علمًا بأن عدد العاملين في هذا القطاع كان يزيد قليلًا عن 125,000 شخص حتى العام الماضي.

في سياق متصل، استمر التراجع في الحاجة إلى مهندسي شبكات وأنظمة الحاسوب. فبعد أن كانت الوظيفة تعاني من نقص على مستوى البلاد في عام 2023، ثم في ثلاثة أقاليم فقط في عام 2024، أصبحت هذا العام تعاني من نقص في الإقليم الشمالي فقط.

أسباب النقص وتأثير الذكاء الاصطناعي

حددت JSA الأسباب الرئيسية للنقص المستمر في المهن المختلفة، ومنها: نقص المتقدمين المؤهلين بشكل كافٍ، وجود فجوات في مهارات التوظيف والخبرة، وانخفاض الأجور أو سوء ظروف العمل في بعض الصناعات.

ويأتي غالبية الأدوار التي خرجت من قائمة النقص من مجموعة “المهنيين”، خاصة في مجالات الأعمال، والتمويل، والهندسة، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات. ويفسر التقرير ذلك بالتالي:

“تتسق نتائج هذه الأدوار مع مختلف القطاعات في سوق العمل التي تدمج تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. لقد حقق قطاعا التمويل والتكنولوجيا، على وجه الخصوص، تقدمًا أكبر في تطوير المهارات الرقمية، بما في ذلك أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي (Generative AI)، مع التركيز على ضمان قدرة العمال على العمل بفعالية في الأدوار المعززة بالذكاء الاصطناعي.”

النقص يتركز الآن في مجالات أخرى

تُظهر بيانات JSA أن النقص يتركز الآن في قطاعات أخرى، حيث يعاني ما يقرب من نصف جميع الأدوار الحرفية واثنين من كل خمسة من المهن “الاحترافية” من النقص، وبشكل أساسي في مجالات الصحة، والتعليم، والبناء.

كما تشير البيانات إلى أن الأدوار التي تتمتع بتوازن أكبر بين الجنسين أو تمثيل أقوى للمرأة والعمال الأكبر سنًا والسكان الأصليين والأشخاص ذوي الإعاقة، هي أقل عرضة بكثير لمواجهة النقص مقارنة بالمهن التي يغلب عليها الذكور.