التقى وزراء من أستراليا وبابوا غينيا الجديدة (PNG) في كانبرا لحضور المنتدى الوزاري الحادي والثلاثين، الذي يعد الأول منذ توقيع البلدين على اتفاقية التحالف الجديدة. تركزت المناقشات على تفعيل هذا التحالف التاريخي، مع إعلان أستراليا عن حزمة كبيرة من الاستثمارات في قطاعات الدفاع والتعليم والمساعدات الإنسانية في بابوا غينيا الجديدة.
تفعيل التحالف وتعميق التعاون الدفاعي
أكد ريتشارد مارلز، نائب رئيس الوزراء الأسترالي بالإنابة ووزير الدفاع، أن المنتدى يمثل أول اجتماع وزاري “لشركاء متحالفين جدد”، مشيراً إلى أن العلاقة الدفاعية المتكاملة بين البلدين تمتد لخمسين عاماً، لكن التحالف الجديد يرتقي بها إلى مستوى جديد.
أبرز إعلانات مارلز بشأن التعاون الدفاعي:
- توظيف مواطني بابوا غينيا الجديدة في قوة الدفاع الأسترالية (ADF): سيتم تشكيل فرقة عمل لمناقشة تجنيد مواطني بابوا غينيا الجديدة بشكل مباشر في القوات المسلحة الأسترالية. اعتباراً من 1 يناير المقبل، سيتمكن المقيمون الدائمون في أستراليا من بابوا غينيا الجديدة من الانضمام إلى قوة الدفاع الأسترالية.
- يهدف هذا البرنامج إلى تحقيق طموح رئيس وزراء بابوا غينيا الجديدة، جيمس مارابي، بضم ما يصل إلى 10,000 مواطن إلى قوة الدفاع الأسترالية بمرور الوقت.
- لضمان عدم تأثير التوظيف على قوة الدفاع في بابوا غينيا الجديدة، أكد مارلز أن الحل يكمن في الاستثمار في التدريب، حيث سيتم بناء قدرات تدريبية في بابوا غينيا الجديدة لتهيئتهم للانضمام إلى القوات الأسترالية، وهو ما سيفيد أيضاً قوة الدفاع في بابوا غينيا الجديدة.
- بنية تحتية وتدريب لقوة الدفاع في بابوا غينيا الجديدة (PNGDF):
- التزام بقيمة 7.7 مليون دولار لإنشاء منشأة تتسع لـ 200 سرير في ثكنات نهر جولدي، مما سيمكن من تدريب 200 جندي إضافي سنوياً.
- التزام بقيمة 2.2 مليون دولار لتصميم ثكنات للواء الثالث التابع للجيش في هيلا.
- تدريب الطيارين والأطقم الجوية: ستبدأ أستراليا، اعتباراً من العام المقبل، بتدريب ستة طيارين سنوياً من بابوا غينيا الجديدة، بالإضافة إلى المهندسين والأطقم الجوية، لتطوير الجناح الجوي لقوة الدفاع في بابوا غينيا الجديدة.
- توفير الأسلحة والمعدات: سيتم توفير 3,500 بندقية لقوة الدفاع في بابوا غينيا الجديدة على مدى السنوات الأربع المقبلة، وهو التزام بقيمة 35 مليون دولار يشمل مستودعات الأسلحة والمرافق الأخرى.
- ستقوم أستراليا أيضاً بتزويد قوة الدفاع في بابوا غينيا الجديدة بـ 4,500 زي عسكري بنفس معايير جودة ومواصفات أزياء القوات الأسترالية، ولكن بنمط تصميم خاص ببابوا غينيا الجديدة.
الشراكة الاستراتيجية تتجاوز الدفاع
أكدت بيني وونغ، وزيرة الخارجية الأسترالية، على أن التحالف يعني إضفاء مستوى غير مسبوق من الثقة الاستراتيجية على كل جوانب العلاقة. واقتبست وصف رئيس الوزراء مارابي للتحالف بأنه “سياج كبير واحد يؤمن منزلين”.
إعلانات إضافية عن الشراكة الاقتصادية والتنموية:
- حزمة التعليم والمهارات: الإعلان عن حزمة جديدة بقيمة تزيد عن 150 مليون دولار أسترالي لدعم الإنتاجية والنمو الاقتصادي والتنمية البشرية في بابوا غينيا الجديدة.
- المساعدة الإنسانية والإغاثة من الكوارث: حزمة بقيمة 25 مليون دولار لبناء القدرات في مجال مراقبة الكوارث والاستجابة لها في بابوا غينيا الجديدة، بما في ذلك مستودعات إغاثة إنسانية جديدة، وشراكة توأمة بين وكالة إدارة الطوارئ الأسترالية ومركز الكوارث الوطني في بابوا غينيا الجديدة.
- دعم الدوري الوطني للرجبي (NRL): أكد بات كونروي، وزير شؤون جزر المحيط الهادئ والصناعات الدفاعية الأسترالي، على أهمية الشراكة الاقتصادية، مشيراً إلى دعم أستراليا لدخول فريق بابوا غينيا الجديدة، الذي سُمي “الرؤساء” (Chiefs)، إلى الدوري الوطني للرجبي في عام 2028، باعتباره خطوة لتعزيز الروابط بين الشعبين والسياحة.
تأكيدات من بابوا غينيا الجديدة
شدد جون روسو، نائب رئيس الوزراء في بابوا غينيا الجديدة، على أن المنتدى هو استمرار للعلاقة المستمرة منذ 50 عاماً، وأن التحالف “كان حتمياً” ويأتي لتعزيز علاقة راسخة بالفعل. وأضاف أن التدريب المشترك سيعود بالفائدة على بابوا غينيا الجديدة من خلال تحويلات الأموال من المجندين في الخارج، وتدريب الأفراد في مجالات مثل الطب والإشارة، الذين سيعودون لتعزيز القدرات الوطنية المدنية والعسكرية.
كما أكد الدكتور بيلي جوزيف، وزير الدفاع في بابوا غينيا الجديدة، أن المجندين في القوات الأسترالية سيكونون أعضاء في قوة الدفاع الأسترالية ولن يتم احتسابهم ضمن قوة الدفاع في بابوا غينيا الجديدة، مشيراً إلى أن خطة قوة الدفاع في بلاده تستهدف الوصول إلى 10,000 جندي في صفوفها (7,000 عامل و 3,000 احتياطي).
بشأن القرض الأسترالي السنوي لدعم الميزانية، أشار مارلز إلى أن المناقشات ستستمر في المنتدى الوزاري لتحديد الشكل العملي الأمثل لدعم أستراليا لـ بابوا غينيا الجديدة، دون الإعلان عن تفاصيل في الوقت الحالي.
