يشير تحليل اقتصادي جديد إلى أن الذكاء الاصطناعي (AI) يمكن أن يساهم بما يصل إلى 142 مليار دولار أسترالي سنويًا في الاقتصاد الأسترالي بحلول عام 2030.
فرص اقتصادية وتحولات اجتماعية ضخمة
يسلط التقرير، الذي يحمل عنوان “فرصة الذكاء الاصطناعي في أستراليا: التبني، التطوير، القيادة“، الضوء على المكاسب المحتملة في الإنتاجية، وتقليص الفجوة في الأجور بين الجنسين، والمنافع الكبيرة التي ستحصل عليها الشركات الصغيرة في حال تسارع تبني الذكاء الاصطناعي على المستوى الوطني.
حدد التقرير ثلاثة سيناريوهات لمستقبل الذكاء الاصطناعي في البلاد:
- التبني المتسارع للذكاء الاصطناعي عبر مختلف القطاعات، مما يولد 112 مليار دولار أسترالي سنويًا.
- تطوير قطاع ذكاء اصطناعي محلي بقيمة إضافية تبلغ 18 مليار دولار أسترالي سنويًا.
- ترسيخ مكانة أستراليا كـمُصَدِّر إقليمي للمنتجات والخدمات والتعليم القائمة على الذكاء الاصطناعي، ويُقدر أن يُنتج ذلك 11 مليار دولار أسترالي من فرص التصدير السنوية.
منافع شاملة وآثار اجتماعية إيجابية
لا يكتفي التحليل الاقتصادي بتفصيل الارتفاع المتوقع في الناتج المحلي الإجمالي فحسب، بل يتوقع أيضًا تغييرات اجتماعية هامة، مثل نمو متوسط في الأجور بنسبة 7% عبر القوى العاملة. والأبرز من ذلك، أنه من المتوقع أن يكون نمو الأجور للنساء أعلى بنسبة 35% منه للرجال، ومن الممكن أن تشهد الشركات الصغيرة تحسينات في الإنتاجية أسرع بنسبة 22% من الشركات الكبرى، مما يساعد في تحقيق تكافؤ الفرص.
كما تم تسليط الضوء على قطاع الرعاية كأحد المجالات التي يمكن أن تستفيد بشكل خاص من الذكاء الاصطناعي، حيث توجد إمكانية لتخفيف نقص القوى العاملة عن طريق توفير الوقت للتركيز على الأنشطة ذات القيمة العالية. وتم تحديد الخدمات العامة أيضًا كمجالات يمكن للذكاء الاصطناعي فيها تحسين النتائج.
تحديات رئيسية يجب تجاوزها
على الرغم من هذه التوقعات الواعدة، يحدد التقرير عقبات أمام التبني الفعال للذكاء الاصطناعي. وتشمل هذه العقبات:
- نقص البنية التحتية للحوسبة.
- نقص المهارات المتقدمة في المجال الرقمي.
- قضايا تتعلق بالثقة العامة وقبول تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
علّق كريس ليهان، رئيس الشؤون العالمية في OpenAI (التي موّلت التقرير)، على أهمية العمل المنسق لضمان النمو طويل الأجل لأستراليا بحلول عام 2030: “لدى أستراليا الفرصة لبناء ذكاء اصطناعي بواسطة أستراليا، ولأجل أستراليا، ومن أستراليا… إن وضع أدوات الذكاء الاصطناعي في أيدي المزيد من الأستراليين والشركات سيوسع الفرص الاقتصادية، ويضمن تقاسم منافع الإنتاجية على نطاق واسع، ويدفع النمو في جميع أنحاء البلاد.”
آراء وتأييد القطاع الصناعي
أكد القادة الصناعيون على ضرورة التحرك السريع والمنظم للاستفادة من هذه الفرصة:
- مجلس الأعمال الأسترالي (BCA): أشار إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يرفع مستويات المعيشة ويعزز الإنتاجية، ولكنه حذر من أن “أفضل النوايا لتحقيق ميزة الذكاء الاصطناعي يمكن أن تُبدد بسهولة من قبل البلدان ذات النهج التنظيمي الخاطئ. لا يمكن لأستراليا ببساطة أن تتحمل ارتكاب هذا الخطأ.”
- الجمعية الأسترالية للحوسبة (ACS): شددت على ضرورة بناء بنية تحتية حوسبية عالمية المستوى وتسريع تطوير المهارات الرقمية المتقدمة، مؤكدة أن الذكاء الاصطناعي هو “قدرة تكنولوجية حاسمة لمستقبل أستراليا”.
- مجلس منظمات الشركات الصغيرة الأسترالية (COSBOA): سلط الضوء على أهمية الشركات الصغيرة، مشيرًا إلى أن مكاسب الإنتاجية الأسرع التي يحققها الذكاء الاصطناعي لهذه الشركات “تساعد في تحقيق تكافؤ الفرص لمجتمع الأعمال الصغيرة في أستراليا.”
- الرابطة الأسترالية لصناعة المعلومات (AIIA): أكدت أن الذكاء الاصطناعي “يغير قواعد اللعبة” ودعت إلى التحرك السريع لمعالجة الحواجز المتعلقة بقدرات الحوسبة والمهارات والثقة المجتمعية.
- قادة البنية التحتية (NextDC و AirTrunk و CDC): شددوا على أن السرعة والنطاق في بناء البنية التحتية للحوسبة والاتصال والطاقة النظيفة هي “الموارد الجديدة للتنافسية”، وأن موقع أستراليا الجيوسياسي القوي يمنحها ميزة فريدة لتصبح رائدة عالميًا في “تعدين الذكاء” (Mining 2.0).
- منظمة النساء في المجال الرقمي (WiD): لفتت الانتباه إلى أن الذكاء الاصطناعي هو أيضًا “فرصة لجعل القوى العاملة لدينا أكثر شمولاً“، مشيرة إلى أن النمو الأسرع في أجور النساء يظهر قوة الذكاء الاصطناعي في المساعدة على سد فجوة الأجور بين الجنسين.
المنظور الحكومي
أكد مساعد الوزير للعلوم والتكنولوجيا والاقتصاد الرقمي، الدكتور أندرو تشارلتون، على أهمية النتائج، مصرحًا: “يعتمد ازدهار أستراليا المستقبلي على قدرتنا على تبني وبناء وتصدير الأدوات والخدمات الجديدة، بما في ذلك تلك المدعومة بالذكاء الاصطناعي… ويُظهر هذا التقرير حجم الجائزة.”

