لأربعة أيام متتالية، صحوت على أخبار مرعبة ، آتية من عاصمة الثقافة والفنون في أستراليا.
ملبورن التي تربّعت في السنوات العشر الأخيرة على عرش لانحة المدن الأفضل للعيش في العالم، تعتريها أحداث تنال من ميزاتها المشرقة.
يوم الأحد، ما كدتُ أفرك عيني حتى وقع نظري على خبر فيكتوري يتحدث عن رجل يحمل ساطوراً ويثير الرعب في المركز التجاري في قلب ملبورن.
يوم الاثنين صحوت على خبر عملية طعن بالسكاكين داخل أحد مراكز التسوّق في المدينة.
يوم الثلاثاء قرأت أن سيّارة تُسرق في ملبورن كل 44 دقيقة.
يوم الأربعاء، قرأت أن 200 شخص يُعتقلون يومياً في ملبورن وسط ارتفاع في معدلات الجريمة وأن السرقة تسجّل عدداً قياسياً من الجرائم في فيكتوريا..
يوم الأربعاء أوصت دراسة بتخفيض سرعة السيارات في ملبورن الى 30 كلم بالساعة للحد من حسائر الصدم.
والأربعاء أيضاً، زارت زعيمة المعارضة سوزان لي ملبورن وقالت إنها لا تبالغ بقولها إن ملبورن تحولت من “أكثر المدن ملاءمة للعيش” إلى “عاصمة الجريمة” في أستراليا.
مما أثار حفيظة رئيسة حكومة فيكتوريا جاسينتا ألان التي اتهمت لي بأنها تكره فيكتوريا (الصورة). .
.
فقد ارتفع إجمالي عدد الجرائم في فيكتوريا بمقدار ٨٢,٢٣٧ جريمة، أي بنسبة ١٥.٧٪، ليصل إلى ٦٠٥,٦٤٠ جريمة في عام ٢٠٢٤، وفقًا لإحصاءات الجريمة الصادرة الأسبوع الماضي.
تُمثل سرقة السيارات، ومتاجر التجزئة، والسرقات البسيطة، والسيارات المسروقة أسرع أربع جرائم نموًا في الولاية في عام 2024، حيث زادت حوادث السرقة بنسبة 36% لتصل إلى 41,890 حادثة.
وصرحت فيونا داوسلي، كبيرة الإحصائيين في هيئة إحصاءات الجريمة الأسترالية، بأن معدل السرقة قد تجاوز أعلى مستوياته التاريخية.
قالت: “قد ترتبط جرائم السرقة المتزايدة بضغوط غلاء المعيشة، لا سيما فيما يتعلق بزيادة سرقة المتاجر، حيث ترتبط هذه الزيادة بمجرمين بالغين غالبًا ما يكونون في الثلاثينيات من عمرهم”. وأضافت: “يميل الجناة المزعومون الأصغر سنًا إلى التورط في جرائم سرقة السيارات”.
فماذا يحصل لفيكتوريا التي ألغت دورة ألعاب الكومنولث 2026 بعدما تم اختيارها لأنها عاجزة مادياً عن ذلك؟!.
وحتى لا يظننّ أحد ان فيكتوريا تتقرّد بالجريمة في أستراليا، فإن كل الولايات تعاني من أحداث مماثلة، لأن استراليا تشهد تراجعاً كبيراً في أمنها وأمانها ، ولا ننسى ما شهدته في السنتين الأخيرتين ولايتا شمال استراليا وكوينزلاند من أعمال شغب قام بها مراهقون.
إزاء كل ذلك،أين تقع مسؤولية الحكومة الأسترالية والمثل يقول:” القلّة بتولّد النقار” والفقر يزيد الجريمة.
القطار الأسترالي يتراجع ومسؤولية السائق كبيرة، وكبيرة جداً. وليس لي إلا أن أقول:”قلبي على أستراليا”.؟!

