سجلت أستراليا هذا الأسبوع أعلى درجة حرارة في العالم، مع “إقلاع محرك الحرارة” في البلاد استعدادًا لموسم الصيف.

تفاصيل الحرارة القياسية

وصلت محطة ماردي النائية في منطقة بيلبارا يوم الإثنين إلى 43.5 درجة مئوية، لتصبح النقطة الأكثر سخونة على الكوكب لذلك اليوم، وفقًا لموقع “إل دورادو ويزر” الذي يجمع بيانات درجات الحرارة العالمية. تبعتها بلدات فيتزروي كروسينج وأونسلو وماربل بار وتيلفر، حيث احتلت المدن الأسترالية 10 من أصل 15 مركزًا في قائمة الأماكن الأكثر سخونة في العالم.

وعلى الرغم من أن هذه الدرجات أعلى بنحو 10 درجات مئوية من المعدل الطبيعي لبعض المناطق، إلا أنها لا تُصنَّف بعد كموجة حر، مما يوضح أن الأمر يتطلب أكثر من مجرد يوم حار واحد لإصدار تحذير.

لماذا لا تُعدّ موجة حر؟

وفقًا لكبيرة خبراء الأرصاد الجوية في مكتب الأرصاد الجوية الأسترالي (BOM)، ميريام برادبري، ليس من غير المعتاد أن تكون أستراليا من بين الأماكن الأكثر سخونة في هذا الوقت من العام، خاصة وأن نصف العالم ينتقل إلى موسمه البارد.

تشير برادبري إلى أن درجات الحرارة تبدأ في الوصول إلى 40 درجة مئوية “بشكل ثابت إلى حد ما” في شمال وغرب أستراليا في هذا الوقت، بينما تنخفض درجات الحرارة إلى ما دون الـ 40 في المناطق الحارة في نصف الكرة الشمالي، مثل شمال أفريقيا والولايات المتحدة.

معايير موجة الحر

تُعدّ موجات الحر أخطر كارثة طبيعية مميتة في أستراليا؛ لذا فإن معايير إصدار التحذير صارمة. للنظر في حالة “موجة الحر”، ينظر مكتب الأرصاد الجوية إلى درجات حرارة النهار والليل معًا.

يجب أن تقع هذه الدرجات المجمّعة ضمن أعلى 5% من جميع درجات الحرارة المسجلة خلال عام متوسط، ويجب أن تستمر هذه الحرارة غير العادية لأكثر من ثلاثة أيام متتالية.

على سبيل المثال، تتطلب موجة حر شديدة في مكان مثل ماربل بار أن تصل درجات الحرارة إلى حوالي 45 درجة مئوية نهارًا و30 درجة مئوية ليلاً لمدة ثلاثة أيام على الأقل.

بالإضافة إلى ذلك، يأخذ التحذير في الاعتبار أيضًا درجة الحرارة خلال الثلاثين يومًا الماضية لمعرفة مدى قدرة الجسم على التكيف مع الحرارة المتراكمة.

أستراليا و “محرك الحرارة”

تُعرف منطقة بيلبارا أحيانًا باسم “محرك الحرارة” في أستراليا، لأن الهواء الدافئ الذي يتراكم فيها ينتقل أحيانًا عبر البلاد بواسطة المنخفضات والجبهات الجوية، مما يؤثر على الظروف الجوية القاسية في الأجزاء الجنوبية.

ومع ذلك، لا يزال هذا الوقت يُعتبر مبكرًا لموسم موجات الحر، وعادةً ما تكون أي موجة دافئة في الجنوب قصيرة الأجل. تتوقع برادبري أن تبدأ تحذيرات موجات الحر في الجنوب والجنوب الشرقي من أستراليا في أن تصبح أكثر تكرارًا في وقت لاحق من الموسم، وتحديداً في الفترة من يناير إلى مارس.

تذكر برادبري سكان المناطق الساخنة مثل بيلبارا أنهم محقون إذا قالوا إنهم اعتادوا على حرارة أشد، مشيرة إلى أن المنطقة يمكن أن تصبح أكثر سخونة بكثير بحلول الصيف. على سبيل المثال، سجّلت مدينة أونسلو رقماً قياسياً لأعلى درجة حرارة في أستراليا على الإطلاق، حيث بلغت 50.7 درجة مئوية في عام 2022.

وتشدد برادبري على أنه يجب أخذ تحذيرات موجات الحر على محمل الجد عند إصدارها، لأنها لا تتعلق فقط بيوم أو يومين حارّين، بل “لها عواقب صحية وخيمة”.

ملاحظة: تم إصدار تحذير لموجة حر منخفضة إلى شديدة في وقت لاحق من الأسبوع لأجزاء من المناطق الداخلية في غرب أستراليا.