حذّر نائب في حزب العمال الحكومة من أن برنامج الدعم المقترح للأطفال المصابين بالتوحد الخفيف والمتوسط، والمسمى “Thriving Kids” (الأطفال المزدهرون)، يثير “قلقًا كبيرًا” بين العائلات، وذلك بعد جلسة استماع برلمانية لم تقدم تفاصيل وافية عن تكلفته أو كيفية عمله.

تفاصيل البرنامج ومخاوف العائلات

يهدف برنامج “Thriving Kids” إلى توجيه الأطفال الذين يعانون من تأخر نمائي خفيف إلى متوسط أو التوحد بعيدًا عن المخطط الوطني لتأمين الإعاقة (NDIS). ومن المقرر أن يبدأ تقديم خدماته الأولى في شهر يوليو القادم، بعد أقل من عام على إعلان وزير NDIS، مارك باتلر، الذي صدم العديد من العائلات.

استمعت اللجنة البرلمانية المشرفة على البرنامج إلى مسؤولين في قطاعي الصحة والإعاقة، الذين أكدوا أن العمل يسير بشكل جيد. ومع ذلك، لم يتمكنوا من الإجابة على تساؤلات اللجنة حول:

  • تكلفة البرنامج المتوقعة.
  • نوع الخدمات التي سيقدمها.
  • عدد الأطفال المسجلين حاليًا في NDIS الذين سيتم نقلهم إليه.

قال مايك فريلاندر، رئيس اللجنة والنائب المخضرم عن حزب العمال، إن على الحكومة بذل جهد أكبر لطمأنة العائلات القلقة. واعترف بأنهم “قد خلقوا قلقًا كبيرًا، ويجب أن نعترف بذلك ونتعامل معه”. وأضاف فريلاندر: “هذا وضع متطور، وأعتقد أن علينا الاستماع إلى الجميع وربما أن نكون مستعدين لتغيير آرائنا مع مرور الوقت”.

كما أشارت النائبة العمالية الأخرى، آن ستانلي، إلى وجود “الكثير من السلبية والخوف” المحيطين بالمبادرة، متسائلة: “كيف تتعاملون مع هذه المخاوف؟ لأنني متأكدة من أنكم تتلقونها مباشرة من الجهات المعنية أيضًا”.

تطمينات ومراحل التنفيذ

أقر لوك مانسفيلد، مساعد الأمين بالإنابة في الإدارة، بالارتباك والقلق بين مستخدمي خدمات NDIS الحاليين. ومع ذلك، شدد على أن الأطفال المسجلين حاليًا في NDIS لن يتم نقلهم إلى “Thriving Kids” حتى يصبح البرنامج جاهزًا للعمل بالكامل في يوليو 2027.

وأكد مانسفيلد: “نحن ندرك تمامًا أنه مع اتخاذ القرارات الحكومية بشأن تصميم “Thriving Kids”، ستكون هناك حاجة إلى قدر كبير من التواصل مع الجمهور للمساعدة في شرح كيفية عمل البرنامج، وماذا سيعني للعائلات، وكيف سيعرفون أين يذهبون للخدمات، وكيف سيجدون الخدمات. وهذا يمثل جزءًا كبيرًا من العمل الذي نقوم به”. وتجتمع مجموعة استشارية للمساعدة في توجيه الخدمات التي سيوفرها البرنامج وكيفية تقليل أوقات تقييم التوحد والتأخر النمائي.

شكوك الولايات والمقاطعات

أثار الإعلان عن “Thriving Kids” في أغسطس صدمة لدى قادة الولايات والأقاليم، الذين يُتوقع منهم المشاركة في تمويل وتقديم الخدمة عبر المدارس، ومراكز رعاية الأطفال، والخدمات الصحية.

كشف الوزير باتلر عن المخطط الجديد بعد تعثر المفاوضات بشأن برنامج “الدعم التأسيسي” المتفق عليه سابقًا، مشيرًا إلى أن الحكومة الفيدرالية ستتدخل للعب دور قيادي أكبر في البرنامج التدريجي. وقد صرح رئيس وزراء نيو ساوث ويلز، كريس مينز، عند الإعلان عن البرنامج، بأنه لن “يوقع شيكًا على بياض” لبرنامج لا يملك تفاصيله.

تجري مفاوضات التمويل لبرنامج “Thriving Kids” بالتزامن مع محاولات الحكومة الفيدرالية للتوصل إلى اتفاقية تمويل جديدة للمستشفيات العامة، وهو ما أثار أيضًا رد فعل عنيفًا من رؤساء وزراء الولايات. ومع ذلك، أعربت ليز ديفلين، مساعدة الأمين في الإدارة، للجنة عن أملها في اختتام مفاوضات التمويل بنهاية العام الجاري.

دعوة لإجراء تجريبي وتقييم مستمر

أعرب جيريمي موير، الرئيس التنفيذي لمنظمة الإعاقة الجسدية في أستراليا، للجنة عن قلقه الكبير بشأن “Thriving Kids”، ودعا إلى تشغيل البرنامج على أساس تجريبي في البداية.

وقال موير: “نود أن نتأكد من وجود تقييم سليم حقًا للبرنامج ومساءلة قوية حقًا… بالتحدث مع مجتمع الإعاقة للتأكد من أنه يسير على الطريق الصحيح قبل التنفيذ، ومن ثم نقاط تواصل لاحقة لتقديم الملاحظات حول ما يحدث وما ينجح وما لا ينجح”. وشدد على أن البرنامج “يحتاج إلى تقييم، وتقييم مستمر بمجرد تنفيذه”.