بابوا غينيا الجديدة وأستراليا يرفعان العلاقة الأمنية إلى “أعلى مستوى تاريخي” بالموافقة على معاهدة “بوكبك” الدفاعية

وافقت حكومة بابوا غينيا الجديدة على معاهدة دفاعية تاريخية مع أستراليا، وهي خطوة وصفها رئيس الوزراء جيمس مارابي بأنها سترفع العلاقة الأمنية بين البلدين إلى “أعلى مستوى في تاريخها”.

أبرز نقاط المعاهدة الجديدة

تُعرف هذه المعاهدة باسم معاهدة “بوكبك” (Pukpuk)، وهي أول تحالف جديد لأستراليا منذ أكثر من 70 عامًا. تنص المعاهدة على أن يتفق البلدان على الدفاع عن بعضهما البعض في حال وقوع هجوم عسكري.

أكد مارابي أن مجلس الوزراء وافق على المعاهدة بعد ظهر اليوم، مشيرًا إلى أنها ستضمن أن تكون بابوا غينيا الجديدة “آمنة ومستقرة ومستعدة لحماية شعبها وحدودها”.

كما كشف مارابي عن خطط طموحة بموجب المعاهدة تسمح لما يصل إلى 10,000 مواطن من بابوا غينيا الجديدة بالخدمة في قوة الدفاع الأسترالية ضمن “ترتيبات مزدوجة”.

وشدد رئيس الوزراء على أن الاتفاقية تتجاوز مجرد الدعم اللوجستي، قائلًا: “الأمر لا يقتصر على صيانة الثكنات والقوارب… نحن نستثمر في “العتاد والبرمجيات” الدفاعية حتى نتمكن من ضبط حدودنا وحماية أمتنا بفعالية”. وأضاف: “أستراليا هي دولتنا التي تقوم عليها علاقاتنا الأساسية… هذه المعاهدة ترفع علاقتنا إلى أعلى مستوى، حيث يتم تحقيق التآزر بين القوات وتطوير القدرات من أجل التشغيل المشترك“.

تحديات وموقف الصين

كان من المقرر توقيع المعاهدة خلال زيارة رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي إلى بابوا غينيا الجديدة الشهر الماضي، لكن بدلًا من ذلك، تم توقيع “بيان مشترك” بعد فشل مجلس وزراء بابوا غينيا الجديدة في تحقيق النصاب القانوني. وقد واجه ألبانيزي انتقادات لفشله في إبرام الاتفاق خلال زيارته للاحتفال بالذكرى الخمسين للبلاد.

وصفت متحدثة باسم الحكومة الأسترالية المعاهدة بأنها ترفع العلاقة إلى مستوى التحالف، وتضعها “على نفس المستوى الذي لدينا مع الولايات المتحدة ونيوزيلندا”، مؤكدةً على الروابط القوية القائمة بين القوات الدفاعية والاقتصادات والشعبين.

جاء تأكيد مارابي وألبانيزي على ثقتهما في التوقيع رغم بعض التعليقات التي أشارت إلى أن الصين تسعى لإفساد الصفقة. وفي منشور على وسائل التواصل الاجتماعي بعد زيارة ألبانيزي، نصحت السفارة الصينية في بابوا غينيا الجديدة البلاد بـ “عدم المساس باستقلالها” وحثت على “المعالجة السليمة للقضايا التي تمس سيادتها ومصالحها طويلة الأجل”.

انتقادات داخلية ومخاوف مستقبلية

على الرغم من “الضوء الأخضر” اليوم، واجهت المعاهدة انتقادات داخلية. حذر القائد السابق لقوة الدفاع في بابوا غينيا الجديدة، جيري سينجيروك، من أن التداعيات طويلة الأجل للمعاهدة قد تكون باهظة الثمن على البلاد.

صرح سينجيروك لبرنامج “باسيفيك بيت” على هيئة الإذاعة الأسترالية (ABC): “من المعروف أن أستراليا ترى الصين كتهديد محتمل، لكن الصين ليست عدوًا لبابوا غينيا الجديدة“. وحذر قائلًا: “ستكون كارثة إذا دخلنا في هذا الأمر دون فهم الآثار طويلة الأجل على دستورنا”.

الاتفاقية المؤجلة مع فانواتو

جاء الفشل في التوقيع على معاهدة “بوكبك” في البداية بعد أيام فقط من فشل ألبانيزي في التوقيع على اتفاقية “ناكامال” مع فانواتو. كانت هذه الاتفاقية ستمكّن الحكومة الأسترالية من ضخ حوالي 500 مليون دولار في فانواتو على مدى عقد من الزمان لتمويل أولوياتها الرئيسية في مجالات المناخ والأمن والاقتصاد، مع ترسيخ مكانة أستراليا كشريك أمني وتنموي رئيسي لهذه الأمة في المحيط الهادئ.

ووصف وزير الدفاع الأسترالي ريتشارد مارلز اتفاقية ناكامال بأنها “اتفاقية صعبة ومعقدة”، لكنه أعرب عن ثقته في أنها ستُوقع في نهاية المطاف، مشيرًا إلى “قدر هائل من النوايا الحسنة من الجانبين”.