حتى على أنقاض المنازل وفوق قبور الشهداء، تستمر حملة التكاذب: إذ لا شيء وللأسف تغيّر منذ توقيع اتفاق اطلاق النار مع اسرائيل.

فالبيانات والتصاريح المتقابلة تشي أننا ذاهبون نحو انحدار شديد لا أحد يدري متى وكيف سنصل إليه.

فالممانعون يسندون ظهورهم الى مواقف علي لاريجاني والحرس الثوري الإيراني، والسياديون يعوّلون على ما يقوله كل من توم باراك ومورغان أورتاغوس، والأوّلون يشيدون بلعبة تدوير الزوايا التي يتقنها الرئيس جوزيف عون، والأخيرون يستعجلونه بتنفيذ ما وعد به بنزع السلاح. ولا أحد يدري متى ينتهي هذا السيناريو؟.

 

فأمين عام “حزب الله”، اختار مناسبة الذكرى الأولى لاغتيال الأمينين العامين للحزب حسن نصرالله وهاشم صفي الدين، لكي “يحتفل”، بشكل بعيد من الواقع، بما أسماه “زمن الانتصارات” و”التفوّق على إسرائيل سياسيًا وعسكريًا”، ويقول بشكل واضح وصريح “لن نترك السلاح ولن نسمح بنزع السلاح، وسنواجه مواجهة كربلائية، لأننا في معركة وجودية، وبإمكاننا تحقيق هذه ‏المواجهة”‎.‎

وتوجّه إلى الحكومة بالقول: “ارتكبتم خطيئة ‏عندما قررتم نزع سلاح المقاومة، فصحّحوا هذه الخطيئة”.

وعلى نواف سلام أن يصحّح هذه الخطيئة. وستبدأ في السرايا الحكومية قريباً ورشة تصحيح الخطيئة عبر استقدام فحول البلاغة والبيان ليخرجوا بتصحيح يلبي رغبة الشيخ نعيم؟.

 

وعلى أن يتقبّل تخاذل القريبين منه بعد مشهد الروشة وهو يقول لكل واحد منهم:” حتى أنت يا بروتوس”؟؟.

 

ومشكلة لبنان أن إسرائيل تتعامل معه انطلاقاً من معادلة مهزوم ومنتصر، وما دام المهزوم يعتبر نفسه منتصراً كيف سيتم الحل؟!.

إيران تقول ان العلاقة مع لبنان تقوم على أسس الإحترام المتبادل لسيادة كل من الطرفين، هذا ما قاله الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي علي لاريجاني بعد لقائين مع كل من الرئيسين نبيه بري و نواف سلام يوم السبت، في حين شدّد «الحرس الثوري» الإيراني في بيان أصدره ، في ذات اليوم، على أن «المقاومة ليست مؤسسة قابلة للإلغاء ضمن عمليات سياسية أو أمنية، بل هي هوية وفكر وثقافة حيّة متجذّرة في قناعات الشعوب»، في إشارة مباشرة وواضحة إلى رفضه المطلق لفكرة نزع سلاح «حزب الله» وإنهاء دوره القتالي.

وبعد، هل من يستطيع حل هذه الأحجية؟.. بالتأكيد الدولة اللبنانية أصيبت بإحباط جديد يوم السبت أمام ضخرة الروشة ، وكأن لسان حال “حزب الله”يقول لرئيس الحكومة بعد البيان الذي أصدره : “إغليه واشربلو ميّتو”؟!.

هل ما حصل في الروشة قطبة مخفية على طريق إحراج نواف سلام لإخراجه؟.. العارفون بالأمور يرون أن نواف سلام عصيّ على التطويع وليس لقمة سائغة كما يتمنى الممانعون الذين يمنون النفس بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ووضع الدولة جانباً.

لا تتفاجأوا فالمماطلة لا تبشّر بالخير؟!.