أكد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، خلال عظة الأحد من القليعة جنوب لبنان، أنه “يسعدني أن أكون اليوم معكم في بلدة القليعة الصّامدة، في ختام الزيارة الراعويّة التضامنية والتّفقديّة للبلدات العزيزة: الجرمق والعيشيّة وإبل السقي وكوكبا وجديدة مرجعيون، والآن في القليعة، وبعد الظهر في النبطية والكفور، وكفروة، والحجة والعدوسية. فإنّي أحيّيكم جميعاً، أنتم الآتون من هذه البلدات وسواها من الجنوب العزيز، الأرض المباركة، أرض الكرامة والحريّة. وقد عانيتم من الاعتداءات والحروب والتّعديات الاسرائيليّة على أرضكم وبيوتكم وأرزاقكم. أحيّيكم لأنّكم صمدتم وحافظتم على جذوركم، وأثبتّم أنَّ الجنوب ليس أرض نزاع، بل أرض خصب وبركة، أرض عيش مشترك، أرض وطنيّة صادقة، وأرض سلام”.

وقال: “نحيّي إخواننا من الطائفة الشيعيّة الكريمة، أبناء هذه الأرض المباركة، شركاءنا في المصير والوطن الذين بوجودهم وصمودهم يشكّلون مع إخوانهم المسيحيّين والسّنّة والدّروز شهادة حيّة للتّعايش والكرامة في جنوبي لبنان. ويكتبون تاريخاً واحداً من العيش معاً والصّمود”.

وأضاف الراعي: “لا يمكن أن نكون اليوم في القليعة، وفي قلب الجنوب، من دون أن نتوقّف عند ما تحمّلته هذه الأرض وأبناؤها من خسائر بشريّة ومادية فادحة. هناك عائلات فقدت أعزّاءها، آباء رحلوا وأمّهات ترمّلن وأطفال تيتّموا. هناك بيوت هُدمت على رؤوس ساكنيها، حقول أُحرقت، أشجار اقتُلعت، ومزارع دُمّرت. هناك شباب أصيبوا بجراح جسديّة ومعنويّة ما زالت تلازمهم حتّى اليوم، فضلاً عمّن خسروا جنى عمرهم ومصدر رزقهم”.

وشدد على أن “الجنوب ليس مجرّد منطقة من لبنان، بل هو قلبه النابض. فما يعيشه الجنوب يعيشه كل لبنان. معاناة أهله من الحروب، وخسارتهم للأرواح والبيوت والأرزاق، ونزيف الهجرة، كلّها تعكس أزمة وطن بأسره. لذلك، فإنّ صمود الجنوبيين هو صمود لبنان كلّه، وتضحياتهم هي تضحيات باسم الأمّة اللبنانيّة كلّها”.

وفي زيارة هي الثانية لجنوب لبنان، وصل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إلى أبرشية صور المارونية.

من ثم انتقل الراعي إلى ابل السقي – كوكبا، وسط استقبال حاشد من المواطنين.

ومن ثمّ زار البطريرك الراعي ثانوية السيدة للراهبات الأنطونيات في مدينة النبطية، في إطار جولته الرعوية في الجنوب.

وأقيم للبطريرك استقبال عند مدخل الثانوية، بحضور أفراد الهيئتين التعليمية والإدارية، فيما اصطف الطلاب على جانبي المدخل حاملين الأعلام اللبنانية وأغصان الزيتون والصنوبر

وختم بتحية المسيحيين والشيعة الذين يتعلمون معًا في هذه المدرسة “كعائلة لبنانية واحدة تعيش الفرح المشترك”.

بعد ذلك، زار الراعي بلدة الكفور حيث أعد له استقبال شعبي في باحة الكنيسة، وترأس صلاة بحضور شخصيات وفعاليات.

كما اختتم البطريرك جولته بزيارة بلدة كفروة، حيث استقبله رئيس البلدية يوسف نهرا وأعضاء المجلس البلدي والمخاتير.