في خطاب أمام الأمم المتحدة، أكد رئيس الوزراء الأسترالي، أنتوني ألبانيز، التزام بلاده بمواجهة تغير المناخ، وذلك بعد يوم واحد من وصف دونالد ترامب للمناخ بأنه “خدعة” تدمر الغرب.
كما حث ألبانيز قادة العالم على اغتنام “فرصة” العمل من أجل السلام في الشرق الأوسط، ولكنه لم يذكر اسم إسرائيل صراحةً، ولم يتطرق إلى استنتاجات لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة التي اعتبرت أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية.
وأكد ألبانيز أيضاً سعي أستراليا للحصول على مقعد غير دائم في مجلس الأمن الدولي، وهو مشروع بدأته الحكومة الائتلافية السابقة ولكنه لم يُذكر كثيراً منذ عودة حزب العمال إلى السلطة.
وصرح ألبانيز في كلمته أمام الجمعية العامة في نيويورك: “الأمم المتحدة هي أكثر بكثير من مجرد ساحة للقوى العظمى لعرقلة طموحات بعضها البعض. إنها منصة للقوى المتوسطة والدول الصغيرة للتعبير عن تطلعاتها وتحقيقها. ولهذا السبب تسعى أستراليا للحصول على مقعد في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للفترة 2029-2030.”
يأتي هذا الخطاب ليكون الأول لألبانيز في مقر الأمم المتحدة، حيث كانت وزيرة الخارجية بيني وونغ هي التي تخاطب الحضور في السنوات الماضية.
كان ألبانيز قد تحدث في وقت سابق في حدثين جانبيين حول المناخ، حيث أوضح الهدف الجديد لحكومته لخفض الانبعاثات بحلول عام 2035، وقال إن تبني أستراليا للطاقة النظيفة سيجعل هذا الهدف قابلاً للتحقيق.
وأضاف ألبانيز: “أستراليا تعمل على مواجهة التحدي البيئي لتغير المناخ بينما تعمل على اغتنام الفرص الاقتصادية للطاقة المتجددة ومشاركتها. يمكن للطاقة النظيفة أن تحمل العالم إلى ما هو أبعد من الخيار الخاطئ بين النمو الاقتصادي والمسؤولية البيئية.”
في خطابه، الذي استمر 19 دقيقة، ركز ألبانيز على القيم التأسيسية للأمم المتحدة المتمثلة في التعاون العالمي، ودعا إلى تعزيز هذه المؤسسة التي يبلغ عمرها 80 عاماً في مواجهة التهديدات المتزايدة.
وفيما يتعلق بالشرق الأوسط، جدد ألبانيز الدعوات لوقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن، وتسهيل وصول المساعدات.
قال: “لعقود من الزمن، جاء القادة إلى هذا المنبر بحثاً عن كلمات جديدة وطرق جديدة لدعوة العالم للعمل على حل الدولتين. علينا أن نسأل أنفسنا: متى يمكن لهذه الكلمات أن تحمل معنى، إن لم يكن الآن؟ أين يمكن لهذه الكلمات أن تنطبق، إذا لم تنطبق على الشرق الأوسط؟ وما الذي يمكننا، نحن أعضاء الأمم المتحدة، أن نقول إننا ندافع عنه إذا لم نستطع أن نقول إننا ندافع عن هذا؟”
تجديد هدف قديم
أكد ألبانيز على سعي أستراليا للحصول على مقعد مؤقت في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وهو هدف تم الإعلان عنه من قبل وزيرة الخارجية السابقة جولي بيشوب في عام 2015.
قال ألبانيز إن أستراليا ستقوم بدورها أيضاً من خلال الاستثمار في الدفاع والتنمية والدبلوماسية وتعزيز أمن منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
إدانة إيران
واستخدم ألبانيز خطابه أيضاً لتوجيه انتقاد للنظام الإيراني بسبب ما وصفه بـ”الأعمال الإجرامية الجبانة التي تهدف إلى نشر الخوف”.
وقال: “إذا كان لدينا يوماً رفاهية التفكير بأن انتهاكات القانون الدولي ليست من شأننا، أو أن الصراع والاضطراب في جزء آخر من العالم لا يمكن أن يؤثر علينا، فإن تلك الأيام قد ولت منذ زمن بعيد.”
وأضاف: “في الشهر الماضي فقط، أكدت وكالات الأمن الأسترالية أن النظام الإيراني دبر الهجوم بقنابل حارقة على كنيس يهودي في ملبورن ومطعم يهودي في سيدني.”
واختتم كلمته بالإشارة إلى طرد أستراليا للسفير الإيراني، وقال: “هنا في الأمم المتحدة، نكرر للعالم: لا مكان لمعاداة السامية.”

