كتبت يولا هاشم في المركزية –
رغم ان عملية “النداء القاتل”، التي فجّرت فيها اسرائيل آلاف أجهزة “البيجر”، وسبَّبت بمقتل مئات من عناصر حزب الله، وإصابة الآلاف بينهم أطفال ونساء، في 17 و18 أيلول من العام الماضي، إلا أنها لا تُقارن بالتعقيدات التي سبقت عملية اغتيال الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله في 27 من الشهر ذاته، بحسب التقرير المطوّل الذي نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” أمس.
فقد كشفت الصحيفة أن عددًا من عملاء جهاز “الموساد” الإسرائيلي، تسلّلوا إلى قلب حارة حريك وزرعوا أجهزة متطورة قرب المخبأ السري تحت غطاء قصف جوي كثيف وغيرها من التفاصيل المثيرة التي إن دلّت على شيء فإما على هشاشة أمن حزب الله ما عرّضه للخرق أو عن قدرات خارقة لاسرائيل سمحت لعملائها بالتنزه في قلب معقل حزب الله في الضاحية وتنفيذ مخططاتهم. فما رأي الخبراء بمجريات هذه العملية؟
العميد المتقاعد ناجي ملاعب يؤكد أن “التقنيات تُعتبر في كثير من الأحيان أهم من البشر. وما توصل إليه العدو الاسرائيلي من تقنيات فجّرت البيجر لم تكن في الحسبان. حتى ان اسرائيل، كما أُشيع، كانت قد جهّزت أيضًا “بيجر” لايران او للحرس الثوري المنتشر في المنطقة. وما تعتمده حاليًا من وسائل تنصّت سمح لها بالوصول الى اجتماع عالي المستوى لأعضاء وزراء الحوثيين في اليمن. قد تكون اسرائيل استعانت بالعنصر البشري لتنفيذ هذه المهمات لكن الأهم هي ما توصلت إليه من تقنيات”.ويذكّر ملاعب بعملية الكشف عن نظام “البيغاسوس” للتجسس الذي نجح في اختراق الهواتف النقالة الذكية لمسؤولين وناشطين ومعارضين وصحفيين حول العالم، والذي اكتشفه بالصدفة معارض إماراتي موجود في كندا، يبدو انه وصلته رسالة تقترح عليه مدّ يد المساعدة له، فشك في مصدرها، ولجأ الى السلطات الكندية التي فتحت تحقيقًا وتبين ان مصدرها اسرائيل. إلا ان اسرائيل نفضت يدها من القضية معتبرة أن “بيغاسوس” برمجية تجسس تطورها وتبيعها شركة “إن إس أو غروب” (NSO GROUP)
ومقرها إسرائيل، لكن بالمتابعة تبين أنها تتجسس على الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون. ومنذ نحو شهرين، صدر حكم من محكمة أميركية بتغريم هذه الشركة بمبلغ 20 مليون دولار أميركي لأنها كانت تستغل عملاء “غوغل” للوصول الى مصادر معلومات”.
ويختم: “استنادًا الى كل ما سبق، يمكن التأكيد ان العنصر البشري ليس الاساس في عمليات التجسس الاسرائيلية بل التقنيات وبالتالي يمكن أن يكون ما صدر عن “يديعوت احرونوت” هدفه إرباك الساحة المحلية لحزب الله، بأنكم جميعكم مخروقون ونستطيع الوصول الى غاياتنا، لذلك هي رسالة بواسطة “يديعوت احرونوت” لإرباك حزب الله وجماعته للمستقبل، بأننا “نحكم قبضتنا عليكم” ونعرف ما تفعلونه وقادرين للوصول إليكم أينما كنتم. قد تكون اسرائيل وصلت الى مبتغاها من خلال العنصر البشري، لكن من يملك كل هذه التقنيات ليس مضطرًا للمخاطرة بحياة عناصر الموساد، خاصة وان اسرائيل تولي أهمية كبيرة لعناصرها”.

