- تأجيل التغييرات على قانون البناء الوطني (NCC): تهدف هذه الخطوة، وفقاً لبيان صحفي مشترك من وزيري الإسكان والبيئة، إلى “تقليل الأعباء التنظيمية على شركات البناء وزيادة المعروض من المساكن”. يُعتبر هذا الإجراء في صالح شركات البناء، حيث يُعزز أرباحها على حساب الجودة والسلامة. وكانت الحكومة نفسها، حينما كانت في صفوف المعارضة، قد عارضت خطوة مماثلة من ائتلاف “الليبراليين والوطنيين”، محذرةً من أنها ستؤدي إلى بناء “منازل رديئة”.
- تخفيف القيود البيئية: كما أعلنت الحكومة عن تخفيف الحماية البيئية بموجب قانون “حماية البيئة والتنوع البيولوجي” (EPBC)، لتسريع الموافقات على مشاريع البناء. وقد حذرت جماعات بيئية من أن هذا القرار سيزيد من تهديدات التنوع البيولوجي بسبب فقدان الموائل الطبيعية بشكل سريع وغير مُنظّم.
تُعدّ هذه الإجراءات تلبية لمطالب الشركات العقارية الكبرى. وقد وصف الرئيس التنفيذي لـ”ماسترز بيلدرز أستراليا” هذه الإجراءات بأنها “انتصارات كبيرة للقطاع”، لأن “تبسيط المتطلبات التنظيمية يمكن أن يحسن الإنتاجية”، والمقصود هنا هو زيادة الأرباح.تحذيرات الخبراء وتجارب سابقة يُعارض المهندسون الأستراليون، الممثلون في هيئة “مهندسي أستراليا”، قرار “تأجيل” التغييرات على قانون البناء. ففي بيان لهم، أكدوا على أن “أستراليا يجب أن ترفض الاختيار الخاطئ بين السرعة والجودة. المنازل السريعة البناء لا يجب أن تكون رديئة الجودة”.
وذكر المهندسون الأستراليون حالات سابقة من البناء دون المستوى المطلوب، مثل مجمّعات “أوبال” و”ماسكوت تاورز” في سيدني، حيث تم إخلاء المبنيين، مما تسبب في أضرار مالية وقانونية كبيرة للمقيمين.
- سلامة العمال على المحك: إن تراجع معايير البناء لن يؤثر على السكان فقط، بل على العمال أيضاً. تُظهر الدراسات أن قطاع البناء في أستراليا لديه معدلات إصابات أعلى من المعدل الوطني، مما يُشير إلى أن القضاء على القوانين سيزيد من المخاطر التي يتعرض لها العمال. فقد قُتل عامل مراهق في عام 2019 أثناء عمله في مجمع “ماكواري بارك” بسبب انهيار سقالات.
برنامج “ضمان المشترين للمرة الأولى”: حلّ أم فخ؟ كذلك، أعلنت الحكومة عن تقديم موعد بدء برنامج “ضمان المشترين للمرة الأولى” من يناير 2026 إلى أكتوبر من هذا العام. يُمكّن هذا البرنامج المشترين من شراء منزل بـوديعة بنسبة 5% فقط بدلاً من 20%، مع تحمّل الحكومة للمخاطر الإضافية.
تُقدم الحكومة هذا البرنامج على أنه “بشرى” للمشترين الذين يكافحون من أجل شراء منزل، ولكن في الحقيقة، سيُجبر هذا البرنامج العديد منهم على دخول في “كابوس من الديون العقارية” الطاحنة، في ظل أوضاع اقتصادية صعبة. فوفقاً لـ”المجلس الوطني للإمداد السكني والقدرة على تحمل التكاليف”، يُنفق حاملو القروض العقارية الجديدة 50% من دخل أُسرهم على سداد القروض.خلفية الأزمة: الرأسمالية والمصلحة الخاصة تُظهر هذه الإجراءات أن الحكومة تُعامل الإسكان ليس كحق أساسي، بل كـ**”مركز ربح”** للأثرياء. في الوقت نفسه الذي تُعلن فيه الحكومة عن مبادراتها، تقوم حكومات الولايات التابعة لحزب العمال بهدم أجزاء واسعة من الإسكان العام الحالي في نيو ساوث ويلز وفيكتوريا، مما سيُشرّد آلاف السكان من ذوي الدخل المنخفض.
إن النقص الحاد في الإسكان بأسعار معقولة هو نتيجة مباشرة للنظام الرأسمالي الذي يُعطي الأولوية للربح على حساب الاحتياجات الاجتماعية الأساسية. الحل الوحيد لهذه الأزمة يكمن في إعادة تنظيم المجتمع بشكل اشتراكي، حيث يُنظر إلى الإسكان على أنه حق أساسي لجميع العمال، وتوضع موارد المجتمع الهائلة تحت السيطرة الديمقراطية للمجتمع.

