طالبت الصين أستراليا بزيادة إنتاجها من الصوف المعتمد الذي لا يتم “جزه” (non-mulesed wool) وهو صوف الأغنام التي لم تخضع لعملية “الجز” المثيرة للجدل، وهي عملية جراحية تُجرى في منطقة حول ذيل الأغنام لمنع الإصابة بالطفيليات. جاءت هذه الرسالة المباشرة إلى المصدرين والوسطاء والمزارعين الأستراليين خلال مؤتمر سوق الصوف في مدينة نانجينغ الصينية.
الطلب الصيني المتزايد
أكدت هذه المطالبات ما تم تداوله في المؤتمر الدولي للمنسوجات الصوفية في فرنسا، حيث أوضح آدم داوز، المدير العام لشركة WoolProducers Australia، أن الرسالة كانت واضحة ومتسقة: “أستراليا بحاجة إلى إنتاج المزيد من الصوف المعتمد غير المجزوز”.
وأشار داوز إلى أن المستهلكين الصينيين الأفراد لا يعتبرون قضايا مثل رعاية الحيوان أو “الجز” أو انبعاثات الكربون من أولوياتهم. لكن الطلب على الصوف المعتمد، خصوصًا من خلال برامج مثل “معيار الصوف المسؤول” (Responsible Wool Standard)، يأتي مدفوعًا بمتطلبات العملاء النهائيين في أسواق أمريكا الشمالية وأوروبا.
فجوة في السوق
وبحسب داوز، أبلغ الوفد الأسترالي بأن أستراليا لا تنتج ما يكفي من الصوف المعتمد لتلبية الطلب الصيني المتزايد. هذا النقص يدفع الصين للاعتماد على أسواق أخرى مثل جنوب أفريقيا، التي تنتج نحو 60% من صوفها بشكل معتمد. وعلى الرغم من أن الصوف الجنوب أفريقي أغلى ثمنًا، إلا أن الصين تضطر لشرائه لعدم وجود بديل كافٍ من أستراليا.
وقال داوز إن هذا يمثل فرصة لأستراليا لتزويد أكبر عملائها بما يطلبونه. وأكد أن هناك حاجة لتحقيق توازن بين التكلفة والعائد للمزارعين الأستراليين لتشجيعهم على التحول إلى هذا النوع من الإنتاج، ولكن الرسالة من الشريك التجاري الأكبر لأستراليا واضحة: “ليس لدينا ما يكفي من هذه الفئة من الصوف لتلبية متطلباتهم، ولذلك يتجهون إلى أسواق أخرى”.
الحاجة إلى استراتيجية وطنية
وأكد داوز على أهمية وضع استراتيجية وطنية شاملة لهذه القضية. وأضاف: “الأمر لا يتعلق فقط بالجز، بل بتوفير المعلومات للمزارعين حتى يتمكنوا من اتخاذ قرارات مدروسة في مزارعهم بشأن ما يفعلونه بشأن عملية الجز، وماذا نفعل بشأن تخفيف الألم”.
من جهته، أوضح جون كولي، رئيس مجلس إدارة AWN، أن الصين تشتري 85% من الصوف الأسترالي، وتستخدم 50% منه محليًا، في حين يتم تصدير الـ 50% المتبقية إلى أمريكا الشمالية والاتحاد الأوروبي، وهما سوقان يطلبان بشكل متزايد الصوف المعتمد وغير المجزوز.
ويخشى كولي أن تخسر أستراليا حصتها في السوق لصالح دول مثل جنوب أفريقيا ونيوزيلندا وأوروغواي بسبب نقص إنتاجها من الصوف المعتمد. وعلى الرغم من وجود سوق صيني داخلي كبير، إلا أن الطلب المتنامي على الملابس التي تُلامس الجلد مباشرة (next-to-skin wear) يدفع المصنعين الصينيين إلى استخدام الصوف المعتمد، مما يعني أن هذا الطلب لن يتوقف عن النمو.
وأعرب كولي عن أمله في أن تتجه الصناعة الأسترالية نحو تطوير استراتيجية لاستعادة سمعتها في هذا المجال. وأضاف: “هناك حاليًا مكافآت كبيرة في السوق مقابل هذا النوع من الصوف، ومن المضلل القول إن الصين لا تهتم إذا كان الصوف مجزوزًا أم لا”. واختتم حديثه بالقول: “هذا ما يثير قلقنا كصناعة، لأن عدم تقديم كل المعلومات قد يؤدي إلى اتخاذ الناس مسارًا خاطئًا”.

