تُعدّ أستراليا خالية من الحصبة المتوطنة منذ عام 2014، لكن خبراء يحذّرون من أنّ هذا الوضع قد يكون مهدّدًا بالخطر إذا استمرت الاتجاهات الحالية. فبعد أن تمّ إعلان القضاء على الحصبة المتوطنة قبل أكثر من عقد من الزمان، تشهد البلاد الآن ارتفاعًا في عدد الحالات التي يتم تسجيلها.

ارتفاع ملحوظ في حالات الحصبة

سُجّلت 121 حالة إصابة بالحصبة في جميع أنحاء أستراليا هذا العام، وهو أعلى عدد منذ عام 2019 عندما تمّ تسجيل 284 حالة. توزعت هذه الحالات على عدة ولايات، حيث سجلت أستراليا الغربية 36 حالة، وفيكتوريا 34 حالة، ونيو ساوث ويلز 27 حالة، وكوينزلاند 19 حالة.

يُعزَى هذا الارتفاع بشكل أساسي إلى المسافرين العائدين من الخارج الذين يجلبون الفيروس معهم. ووفقًا للبروفيسور بول جريفين، يمكن أن تُفقد أستراليا وضعها كدولة خالية من الحصبة إذا استمرت معدلات التطعيم في الانخفاض.

ما هي الحصبة؟

الحصبة هي مرض فيروسي حاد وشديد العدوى ينتقل عبر إفرازات الجهاز التنفسي مثل السعال والعطس، وحتى من خلال التحدث أو التنفس في نفس الهواء الذي كان فيه شخص مصاب. تُعدّ الحصبة شديدة العدوى لدرجة أن الفيروس يمكن أن ينتقل عبر تكييف الهواء، مما يعني أن الشخص قد يُصاب به حتى لو لم يكن في نفس الغرفة مع المصاب.

الأعراض: تبدأ أعراض الحصبة عادةً بأعراض تنفسية غير محددة مثل:

  • الحمى
  • التوعك
  • السعال
  • سيلان الأنف أو التهابه (التهاب الأنف)
  • التهاب الملتحمة (احمرار العين)

بعد بضعة أيام، يظهر الطفح الجلدي المميز الذي يبدأ على الوجه وأعلى العنق ثم ينتشر إلى باقي أنحاء الجسم. يمكن أن تؤدي الحصبة إلى مضاعفات خطيرة في بعض الحالات، خاصة لدى الأطفال الصغار، والنساء الحوامل، والأشخاص الأكثر عرضة للإصابة.

عوامل تساهم في عودة الحالات

يرى الخبراء أن الارتفاع في عدد حالات الحصبة يرجع إلى مزيج من عدة عوامل:

  1. زيادة السفر الدولي: يساهم المسافرون غير الملقحين في جلب الفيروس من الخارج.
  2. انخفاض معدلات التطعيم: تُظهر الأرقام الحكومية أن معدلات التطعيم في بعض الولايات، مثل كوينزلاند، أقل من الهدف المحدد وهو 95%، مما يجعل السكان أكثر عرضة للإصابة بالفيروس.

يُشدد الخبراء على أهمية التطعيم وضرورة رفع معدلاته لمنع الفيروس من الانتشار محليًا. ويُنصح المسافرون الذين يخططون للسفر إلى الخارج بالتأكد من تلقيهم التطعيم ضد الحصبة.

تحذير وتوصيات

يُنصح أي شخص يشعر بالمرض وتظهر عليه أعراض الحصبة بالبحث عن عناية طبية فورية وتجنب الذهاب إلى العمل أو الأماكن العامة لمنع انتشار المرض. يُعدّ التطعيم هو الوسيلة الأكثر فعالية لحماية الأفراد والمجتمع من عودة هذا المرض الخطير.