بعد خمسة وخمسين عاماً من انطلاقها، تصدر التلغراف اليوم الألف الثامن وهي تسطّر عهداً ذهبياً في تاريخ الصحافة العربية في الانتشار، وقد رافقت عشرة رؤساء جمهوريات في لبنان. وشهدت ثورات وانقلابات في العالم العربي والعالم.
يوم دخلتُ عتبة التلغراف منذ خمس وثلاثين سنة كانت لم تبلغ الالف الثالث من اعدادها واصدرتُ يومها عدداً ذهبياً بعنوان “الألف الثالث” ساهمت فيه كل الأقلام التي زينت هذه الصحيفة من لبنان والدول العربية.
وها أنا اليوم انحني امام عطاءات من سبقوني ، كما أعرب عن فخري لأني أصدرت اكثر من خمسة آلاف عدد وانا رئيسٌ لتحرير صحيفة شكّلت منبراً لتحقيق أحلامي في عالم الكلمة الحرّة.
تفخر التلغراف انها كانت سفارة ودار قنصلية ومرجعاً لشؤون المنتشرين وشجونهم. وتفخر انها تحوّلت من الصحيفة العربية الاولى في أستراليا إلى الصحيفة الاثنية الاولى، كما تفخر بكم جميعاً قراء وأصدقاء ومعلنين.
لا تحتاج التلغراف إلى أوسمة إطراء ومديح لأنها كانت تقوم بواجبها الوطني والإنساني، وعمرها المديد خير شهادة لثقة ابناء الضاد بها.
وسام التلغراف الأكبر هو استمرارها في حمل القضية اللبنانية وشعارها حرية لبنان ًوسيادته واستقلاله، كما حملت قضية فلسطين وكل القضايا العربية.
ولا يسع التلغراف إلا ان توجه تحية إكبار للوجوه التي توالت عليها ادارة وتحريراً، وتحية خاصة إلى ناشرها والي وهبة الذي يصرّ على الاستمرار في إصدار العدد الورقي في زمن الإلكترونيات ً وهذا التحّدي عجزت عنه صحف عملاقة في العالم ، فكيف نحن في الاغتراب؟!..
من الثورة السياسية في عهد غوف ويتلم، صادقت التلغراف كل رؤساء الوزراء ولم تهادنهم ، وقسم منهم زار مكاتبها إضافة إلى عشرات بل مئات الوزراء والنواب الفيدراليين الذين سرّهم ان يكونوا من ضيوف التلغراف.
حملت التلغراف قضية لاجئي القوارب إلى أماكن اللجوء إبتداء بالفيتناميين وليس انتهاء بالعراقيين، وكان ترافع عنهم في كل عدد ومناسبة. وهي اول صحيفة عربية في العالم نشرت تقريراً عن اللاجئين في جزيرة نارو والوحيدة التي دخلت كل المعتقلات من فيلاوود في سدني إلى بورت هدلاند في غرب استراليا وصولاً الى ووميرا في جنوب استراليا.
عايشت التلغراف احداث لبنان يوماً بيوم، توجّعت ونزفت وتألمت، وها هي اليوم ترى تباشيرأمل وصولاً إلى الفرح الحقيقي.
لم تتلوّن التلغراف لأن لونها شموخ الأرزة وسيادة لبنان، ولم تتبدّل مع تبدّل العهود، لأن عهدها للبنان هو دائماً الوفاء وقول الحقيقة، ولم ينل منها المال السياسي، وهي في ذلك ربما الوحيدة بين الصحف العربية.
تضدر التلغراف اليوم الالف الثامن حاملة على صدرها ثمانية آلاف وسام ، ورصيدها اصدقاء يزداد عددهم مع السنوات.
ختاماً، تبقى التلغراف صحيفتكم وصوتكم، تشارككم هواجسكم وترفع قضاياكم وتفرح معكم.
شكرا لكم جميعاً بحجم الثمانية آلاف اصدار.

