تستعد أستراليا وبابوا غينيا الجديدة لتوقيع معاهدة دفاعية مهمة، بينما يترقب المراقبون المخضرمون ما إذا كانت ستحقق “الهدف الأسمى” المنشود.
سيتوجه رئيس الوزراء الأسترالي، أنتوني ألبانيز، إلى بورت مورسبي يوم الاثنين لحضور احتفالات اليوبيل الذهبي لبابوا غينيا الجديدة، حيث سيضع اللمسات الأخيرة على اتفاقية دفاعية مع نظيره، جيمس مارابي. ستسمح هذه الاتفاقية لمواطني بابوا غينيا الجديدة بالخدمة في قوات الدفاع الأسترالية بنفس رواتب الأعضاء الأستراليين، وتفتح لهم مساراً للحصول على الجنسية.
لم يتم الكشف بعد عن تفاصيل الاتفاق، بما في ذلك ما إذا كان سيلزم البلدين بالتشاور مع بعضهما البعض في حال واجها تهديداً أمنياً، على غرار المادة الرابعة من معاهدة الناتو. أكد ألبانيز أن الدولتين تعملان على توسيع شراكتهما على قدم المساواة، وتجمعهما رؤية مشتركة لمنطقة المحيط الهادئ المستقرة والمزدهرة.
وقال للصحفيين قبل رحلته: “علاقتنا الآن هي علاقة أمنية واقتصادية، وتتعلق أيضاً بالعلاقات بين الشعوب”.
من جهته، صرّح وزير الدفاع الأسترالي، ريتشارد مارلز، أن المعاهدة تعكس طموحاً مشتركاً بين الدولتين. وأضاف: “ما سنراه في الأيام القليلة المقبلة هو اتفاق تاريخي حقيقي بين بلدينا”.
ما هي أهمية هذه المعاهدة؟
أوضح أوليفر نوبيتاو، الباحث في معهد لوي، أن هذه أول اتفاقية دفاعية تبرمها بابوا غينيا الجديدة مع دولة أخرى، مما يجعلها بالغة الأهمية بالنسبة لها. وأشار إلى أن العالم يترقب معرفة ما إذا كانت الاتفاقية تتضمن بنداً للحصرية يمنع بابوا غينيا الجديدة من إبرام صفقات مماثلة مع دول أخرى، مثل الصين.
وقال نوبيتاو لوكالة الأنباء الأسترالية: “يمكننا تعريف ذلك بأنه نوع من ‘الهدف الأسمى’ للشراكات الأمنية في منطقة المحيط الهادئ، وإذا تم تحقيق ذلك، يمكن أن يكون إشارة إلى عودة الاستقرار الإقليمي”.
تتنافس أستراليا مع الصين ودول أخرى على النفوذ في المنطقة، وتأتي هذه الاتفاقية بعد تعثُّر اتفاق مع فانواتو. تُعتبر بابوا غينيا الجديدة واحدة من ثلاث دول في المحيط الهادئ تمتلك جيشاً، إلى جانب فيجي وتونغا.
وأضاف نوبيتاو أن بابوا غينيا الجديدة ترى نفسها “الشقيق الأكبر” في المحيط الهادئ، وتسعى إلى لعب دور أكثر هيمنة مع احتفالها بمرور 50 عاماً على استقلالها عن أستراليا.
واختتم قائلاً: “هذا يحدد اتجاه ما تريد أن تفعله أكبر دولة في المحيط الهادئ على الصعيد الأمني، وقد نرى بابوا غينيا الجديدة تلعب دوراً أكبر في التأثير على الدول الأخرى أيضاً”

