تتمتع أستراليا بتاريخ حافل في مجال حفظ السلام، ففي 14 سبتمبر 1947، كان الأستراليون جزءاً من أول مجموعة تابعة للأمم المتحدة تُرسل في مهمة حفظ سلام حول العالم. ويأتي الاحتفال باليوم الوطني لحفظة السلام في ذكرى هذا اليوم، تكريماً لجميع من عملوا من أجل السلام سواء كانوا من حفظة سلام، أو صناعه، أو بناة له، أو من فرضوه.
كانت أولى عمليات حفظ السلام قبل 78 عاماً في جزر الهند الشرقية الهولندية (إندونيسيا حالياً)، عندما عمل مراقبون عسكريون غير مسلحين على مراقبة السلام بين الهولنديين (المستعمرين السابقين) وجمهورية إندونيسيا الجديدة. وقد شارك أستراليون، إلى جانب أفراد من بلجيكا، وبريطانيا، والصين، وفرنسا، والولايات المتحدة، في مهمة للأمم المتحدة لمساعدة إندونيسيا على نيل استقلالها من هولندا، وهو ما شكّل بداية عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام.
المساهمات الأسترالية عبر الزمن
على مدى ما يقرب من ثمانية عقود، شارك الأستراليون في أكثر من 70 عملية سلام دولية في أكثر من 60 بلداً. منذ الستينات، ضمّ حفظة السلام الأستراليون أفراداً من قوة الدفاع الأسترالية، والشرطة الأسترالية، ومدنيين. وقد توسعت مشاركة أستراليا في بعثات السلام بعد السبعينات، ووصلت إلى ذروتها في أواخر التسعينات وأوائل الألفية الجديدة ببعثات متزامنة في المنطقة ومختلف أنحاء العالم. كما اضطلعت أستراليا بدور ريادي في العديد من عمليات السلام، ولا يزال عملها مستمراً حتى اليوم.
منذ أواخر الثمانينات، أصبحت عمليات حفظ السلام أكثر تعقيداً وتعددية، وتشمل الآن مجموعة واسعة من الأدوار الهامة، مثل توفير الأمان والحماية للمجتمعات التي مزقتها الحروب، والتدريب، وتوزيع المساعدات الإنسانية، وإعادة بناء البنية التحتية، والاستخبارات، والاتصالات، وتسهيل الانتخابات الديمقراطية، ونزع سلاح المقاتلين السابقين، والحفاظ على وقف إطلاق النار. وفي بعض المناطق، يواجه حفظة السلام المعاصرون أيضاً خطر النزاعات المسلحة.
شجاعة وتضحية
خدم أكثر من 65,000 أسترالي في عمليات حفظ السلام. وجميع حفظة السلام يواجهون تحديات وأخطاراً محتملة. إن استعدادهم لتحمل المخاطر وتصميمهم على إنجاح مهمتهم هو شهادة على احترافيتهم وإنسانيتهم. ولكن للأسف، تُوفي 17 أسترالياً في عمليات سلام، منهم أفراد عسكريون وشرطيون.
اليوم، يخدم أستراليون في بعثات سلام خارج البلاد، بما في ذلك في جنوب السودان، والشرق الأوسط، وشبه الجزيرة الكورية. وفي هذا اليوم، نستذكر صمود وتضحيات جميع حفظة السلام الأستراليين، ونُكرّم تفانيهم وتعاطفهم وشجاعتهم وتضحياتهم من أجل السلام.
لن ننسى.

