يرحّب الاتحاد الفيدرالي للمجالس الإسلامية في أستراليا بصدور تقرير المبعوث الخاص للإسلاموفوبيا في أستراليا، السيد أفتاب مالك، ويؤكد دعمه للنتائج والتوصيات الأساسية الواردة فيه.

 

يوفّر هذا التقرير تأكيداً صارخاً لما عايشته المجتمعات المسلمة عبر أرجاء البلاد منذ زمن بعيد، وهو أنّ الإسلاموفوبيا ظاهرة متجذّرة ومنهجية تقوّض أمن المسلمين وكرامتهم ومشاركتهم الفاعلة في الحياة العامة. فمن خطاب الكراهية والتحريض، إلى التحيّز ضد المسلمين في وسائل الإعلام ومجالات العمل والخطاب العام، تتجلّى الأضرار على نحو واسع وملحّ.

 

ويثمّن الاتحاد العملية التشاورية التي أُجريَت في إعداد التقرير، بما في ذلك الاستماع لآراء وملاحظات المجتمعات المسلمة المتنوّعة في جميع أنحاء أستراليا. إن التوصيات الواردة فيه تمثّل خطوة ضرورية وفي وقتها المناسب نحو إصلاحات تشريعية وسياساتيّة جوهرية لم يعد مقبولاً تأجيلها.

 

وقال رئيس الاتحاد، الدكتور راتب جنيد:

لا ينبغي أن يتحوّل هذا التقرير إلى مجرد إشارة رمزية أو مادة للنقاش، بل هو يوفّر خارطة طريق واضحة للحكومة. نتوقع تنفيذ هذه التوصيات دون تأخير، وبالقدر نفسه من الجدية والعجلة الذي يُمنح لأي شكل آخر من أشكال العنصرية والكراهية. ويرحّب الاتحاد على وجه الخصوص بالتوصيات التي تدعو إلى:

 

تعزيز الحماية القانونية ضد التمييز الديني، بما في ذلك إدخال تعديلات على المادة 18من قانون مكافحة التمييز العنصري.

التصدّي للعنصرية المعادية للفلسطينيين، وضمان الاعتراف المتساوي وحماية جميع المجتمعات المتضرّرة من الخطاب العنصري واللا إنساني.

تحسين آليات التعامل مع جرائم الكراهية من خلال رقابة مستقلة، وليس عبر توسيع صلاحيات الشرطة أو تقييد الحريات المدنية.

تطوير إطار وطني موحّد لمكافحة العنصرية يطبّق بشكل متسق عبر مختلف القطاعات، بما في ذلك التعليم، والإعلام، والسياسة، والمؤسسات العامة.

إن هذه التوصيات تنبع من التجارب الحيّة للمسلمين في أستراليا، وتقدّم للحكومات مساراً عملياً لإعادة بناء الثقة والوفاء بمسؤوليتها في حماية جميع المواطنين على قدم المساواة.

 

ويحثّ الاتحاد الحكومة الفيدرالية على الالتزام بجدول زمني واضح للتنفيذ، وتخصيص الموارد الكافية للمؤسسات والآليات اللازمة لترجمة هذه الإصلاحات إلى واقع ملموس. فأي تقاعس في هذا المجال سيُعَدّ خيانة للمجتمعات التي ما زالت تتحمّل أعباء الإسلاموفوبيا في حياتها اليومية.

 

وبصفته الهيئة الوطنية العليا الممثلة للجالية المسلمة في أستراليا، سيواصل الاتحاد الفيدرالي للمجالس الإسلامية الدفاع عن حقوق المسلمين وسلامتهم واندماجهم، كما سيراقب عن كثب استجابة الحكومة لهذا التقرير.

 

الدكتور راتب جنيد

رئيس الاتحاد