نفى نائب رئيس الوزراء الأسترالي ريتشارد مارلز بشدة أن تكون حكومة حزب العمال قد تخلت عن سيادة البلاد من خلال المضي قدمًا في اتفاقية “أوكوس” الأمنية. جاء هذا الرد على انتقادات حادة من زميل سابق في الحزب.
فقد وجّه دوغ كاميرون، الذي كان صوتًا بارزًا لحزب العمال في مجلس الشيوخ قبل تقاعده عام 2019، اتهامات قاسية في خطاب ألقاه مؤخرًا. قال كاميرون إن زملائه السابقين في جناح اليسار بحزب العمال “تم ترويضهم واستمالتهم لدعم العدوان العسكري الأمريكي”.
وأعرب عن صدمته قائلًا: “لم أتخيل أبدًا أن حزب تشيفلي وإيفات وويتلان وكيتنغ… سيتخلى عن سيادتنا لصالح الولايات المتحدة”. وتساءل مستنكرًا: “لماذا فشل تيار اليسار في الحزب في التمسك بدوره التاريخي في السعي لتحقيق السلام؟ ولماذا هم غائبون عن النقاش حول أوكوس، وفلسطين، والدعم الأمريكي (لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو)؟”. كما اتهم كاميرون جناح اليسار بالتخلي عن رؤساء وزراء سابقين انتقدوا الاتفاقية.
من جانبه، ردّ مارلز، الذي يشغل أيضًا منصب وزير الدفاع، قائلًا إن الاتفاقية الدفاعية التي تبلغ قيمتها 368 مليار دولار “تلامس جوهر السيادة”. وأوضح في تصريحاته لشبكة “إيه بي سي” أن الهدف الأساسي من أوكوس هو الحصول على قدرة غواصات مستقبلية بعيدة المدى، وهذا “يعزز القدرة السيادية لأستراليا” من خلال امتلاك قوة دفاعية أكثر كفاءة وقادرة على حماية الأمة. وأضاف أن حزب العمال لديه “تاريخ مشرف جدًا” في تزويد القوات المسلحة بقدرات دفاعية قوية.
وأكد مارلز أن “امتلاك قوة دفاعية قوية وقدرات عسكرية قوية هو أمر أساسي للمشروع الوطني، وفعليًا هو مفتاح بناء سيادة بلادنا“. وقال: “هذا هو ما كان حزب العمال يسعى إليه دائمًا”. واختتم حديثه بالقول: “عندما تنظر إلى ما نحاول فعله هنا، فإننا نبني قدرات أسترالية، وهذا هو جوهر السيادة“.
بموجب اتفاقية أوكوس، من المقرر أن تحصل أستراليا على ما يصل إلى ثماني غواصات تعمل بالطاقة النووية، بما في ذلك ثلاث غواصات من طراز “فرجينيا” الأمريكية الصنع، والتي تُعد العمود الفقري للبحرية الأمريكية. كما أن لدى كانبرا خيار شراء غواصتين إضافيتين. ومن المقرر بناء غواصات من طراز SSN-AUKUS – التي سيتم تصميمها بشكل مشترك كجزء من الاتفاقية – في أستراليا، مما سيخلق حوالي 20,000 وظيفة على مدى العقود الثلاثة القادمة.
ومع ذلك، تواجه الاتفاقية بعض التحديات. فقد أثارت المخاوف بشأن القدرة الإنتاجية في الولايات المتحدة بعض الشكوك حول الموعد الزمني لتسليم أول غواصة من طراز “فرجينيا” في أوائل عام 2030. كما ضغطت إدارة ترامب على حكومة ألبانيز لضمان أن أستراليا ستنشر أسطولها النووي في حال نشوب صراع بين الولايات المتحدة والصين بشأن تايوان. ورغم أن أنتوني ألبانيز أكد مرارًا أن القرارات الدفاعية الأسترالية هي شأن داخلي لكانبرا، إلا أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب يملك خيار الانسحاب من التزامات واشنطن في حال رأى أن أوكوس تقوّض الأمن القومي الأمريكي، مما قد يهدد محور استراتيجية الدفاع الأسترالية للقرن الحادي والعشرين.

