تحذّر الحكومة الفيدرالية الأستراليين المسافرين إلى قطر من ضرورة توخي الحذر واتباع التحذيرات الرسمية وطاعة السلطات المحلية، وذلك بعد الضربات القاتلة على العاصمة القطرية الدوحة في الشرق الأوسط.
تحذير من “السفر الذكي”
حدّثت وزارة الشؤون الخارجية والتجارة (DFAT) موقعها الإلكتروني “سمارت ترافلر” (Smart Traveller)، محذرة الأستراليين من أن الوضع “لا يمكن التنبؤ به”. وجاء في الموقع: “الوضع الأمني في الشرق الأوسط غير مستقر. إذا تدهور الوضع الأمني الإقليمي مرة أخرى، فقد يؤدي ذلك إلى إغلاق المجال الجوي، وإلغاء الرحلات الجوية، وتعطيل السفر بشكل آخر دون سابق إنذار”. وأضاف الموقع: “قد تحدث هجمات إرهابية في أي وقت”. وينصح الموقع الأستراليين بتوخي تدابير السلامة المعتادة أثناء وجودهم في قطر.
ماذا عن الرحلات الجوية إلى الدوحة؟
يُعد مطار حمد الدولي في الدوحة مركزًا رئيسيًا لربط المسافرين الأستراليين، وقد ظل مفتوحًا دون إلغاء أي رحلات أو حدوث اضطرابات كبيرة، رغم الهجمات. ومع ذلك، تظهر متتبعات الرحلات أن شركات الطيران تتجنب المجال الجوي فوق العراق وإيران وإسرائيل، مع قيام شركات طيران كبرى مثل “طيران الإمارات”، و”الخطوط الجوية السنغافورية”، و”الخطوط الجوية البريطانية”، و”الخطوط الجوية الفرنسية” بمراقبة الوضع عن كثب. الرحلات الجوية الجديدة لشركة “فيرجن أستراليا” إلى الدوحة، بالشراكة مع “الخطوط الجوية القطرية”، لم تتأثر. وكانت الشركة قد أطلقت خدماتها من سيدني وبريزبان إلى الدوحة في يونيو الماضي فقط. وقالت “الخطوط الجوية القطرية”، وهي شركة الطيران الوحيدة التي تقدم رحلات مباشرة من أستراليا إلى الدوحة، في بيان على منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، إن رحلاتها لم تتأثر بعد الانفجارات. “الأحداث المؤسفة الأخيرة في الدوحة لم تؤثر على عمليات الخطوط الجوية القطرية ولم تحدث أي اضطرابات نتيجة لذلك. إن سلامة وأمن ركابنا كانت وستظل دائمًا على رأس أولوياتنا.”
هل السفر جوًا في الشرق الأوسط آمن؟
قال خبير الطيران جاستن واستناج، وهو زميل متخصص في معهد السياحة بجامعة جريفيث، إن الضربات في قطر كانت تستهدف مواقع محددة لحركة حماس، دون تأثير مباشر على الرحلات الجوية التجارية. وأضاف: “تلك الضربة الإسرائيلية على قطر كانت دقيقة للغاية، استهدفت مباني سكنية كانوا يعتقدون أن قيادة حماس موجودة فيها”. وأوضح أن التأثير الأكبر سيكون على السياحة، حيث تقع بعض المنتجعات في قطر التي بدأت تظهر كوجهات للتوقف المؤقت قريبة جدًا من مكان الضربة. وقال إنه من الآمن السفر جوًا، على الرغم من أن بعض المسافرين قد يشعرون بالقلق. وأكد: “تتخذ جميع شركات الطيران احتياطات إضافية لتجنب أي مناطق قد تتأثر”. وأضاف: “عندما أسقطت روسيا طائرة مدنية فوق أوكرانيا قبل غزوها الكامل، أظهر ذلك أن بعض الأنظمة قد تستهدف رحلات مدنية. وشركات الطيران تدرك ذلك تمامًا وتقوم بتعديل مساراتها وفقًا لذلك”.
“لا حاجة لإلغاء الرحلات”
قال دين لونج، الرئيس التنفيذي لـ”اتحاد صناعة السفر الأسترالية” (ATIA)، إنه يجب على المسافرين التحلي بالهدوء، مؤكدًا أن الرحلات مستمرة كما هو مخطط لها. “نحن في وضع جيد جدًا ولا نشهد أي تأخيرات كبيرة. الخطوط القطرية هي شركة الطيران الوحيدة التي تسافر مباشرة من أستراليا إلى الدوحة، و”فيرجن” لم تلغ أي رحلات جوية أيضًا”. وأضاف: “إذا كانت هناك أي اضطرابات، فسوف يتلقى المسافرون الدعم من شركات الطيران ووكلاء السفر، لذلك لا داعي للذعر أو إلغاء الرحلات”. وأشار إلى أن صناعة الطيران تركز على السلامة وتقديم الدعم لأي شخص يتأثر. “إنها أعمال معتادة للرحلات إلى الشرق الأوسط. السلامة هي الأولوية القصوى، ويمكن للناس السفر بثقة”.

