يواجه الاتفاق التاريخي بين أستراليا وفانواتو، الذي كان يهدف إلى “تحويل” العلاقة بين البلدين، تأجيلًا غير متوقع. لن يتم التوقيع على الاتفاقية اليوم، الثلاثاء، مع وصول رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز إلى بورت فيلا، عاصمة فانواتو، في زيارة تحظى بمتابعة دقيقة.

تفاصيل الاتفاقية وأسباب التأجيل

تأتي زيارة ألبانيز بعد أسابيع من زيارة وزيري الدفاع والخارجية الأستراليين إلى فانواتو، حيث احتفلوا بانتهاء المفاوضات حول “اتفاقية ناكامال”. كان من المتوقع أن تقدم أستراليا بموجب هذه الاتفاقية 500 مليون دولار على مدار عشر سنوات لمساعدة فانواتو في مجالات المناخ والأمن والاقتصاد، وتكريس موقع أستراليا كشريك أساسي لفانواتو في التنمية والأمن.

تأتي عقبات اللحظة الأخيرة في الوقت الذي كانت فيه العلاقات بين البلدين تبدو قوية، خاصة بعد إشادة رئيس وزراء فانواتو، جوثام ناباط، بالاتفاق.

على الرغم من عدم وضوح السبب الدقيق للتأجيل، تشير المصادر إلى أن هناك “قلقًا” داخل حكومة ناباط الائتلافية بشأن بنود قد “تحد من التعامل مع دول أخرى”، خصوصًا في مجال مشاريع البنية التحتية. يذكر أن فانواتو تعتمد بشكل كبير على القروض الصينية لتمويل مشاريعها، كما أن للشرطة الصينية دورًا متزايدًا في البلاد.

سوابق دبلوماسية وتحديات سياسية

يعد هذا التأجيل بمثابة انتكاسة دبلوماسية لأستراليا، ولكنه ليس الأول من نوعه. فقد سبق أن تم تأجيل اتفاقية أمنية سابقة في عام 2022. يقول الخبراء إن رئيس الوزراء ناباط وحكومته يسعون للحفاظ على “أقصى قدر من المرونة” في اختيار الشركاء، وإن أي بند يبدو كأنه تنازل عن السيادة قد يعرضه لانتقادات من المعارضة وحتى من أعضاء حكومته.

في الوقت نفسه، يعتقد بعض المحللين أن الصين قد تكون مارست ضغوطًا على بعض وزراء حكومة فانواتو لعرقلة الاتفاق.

بعد زيارته القصيرة لفانواتو، سيتوجه ألبانيز إلى جزر سليمان لحضور اجتماعات منتدى جزر المحيط الهادئ. تُبرز هذه التطورات مدى تعقيد الديناميكيات السياسية في المنطقة ومحاولة أستراليا لتعزيز نفوذها في مواجهة النفوذ المتزايد للصين.