تخطو أستراليا خطوة مهمة نحو تعزيز نظامها الصحي العام من خلال إنشاء وكالة وطنية دائمة لمكافحة الأمراض (CDC). تهدف هذه الوكالة إلى تنسيق الاستجابات الصحية العامة وتقديم المعلومات اللازمة، وستبدأ عملها في 1 يناير 2026.
تأتي هذه الخطوة بعد سنوات طويلة من المطالبات من خبراء الصحة العامة، الذين لاحظوا ضعف التنسيق في جهود مكافحة الأمراض على مستوى البلاد. وقد كشفت جائحة كوفيد-19 عن نقاط ضعف كبيرة في النظام الأسترالي، مما أكد الحاجة إلى وجود جهة موحدة وموثوقة لتنسيق الاستجابة للأوبئة المستقبلية.
ما الدور الذي سيلعبه المركز الأسترالي لمكافحة الأمراض؟
تعهدت الحكومة الفيدرالية بتمويل المركز بمبلغ يزيد عن 250 مليون دولار أسترالي على مدى أربع سنوات. سيساعد هذا المركز في مجالات حيوية، مثل:
- التحصين: على الرغم من وجود برنامج تحصين وطني حالي، إلا أن المركز سيعمل على تحسينه من خلال توفير البيانات الشاملة على المستوى الوطني، وتطوير استراتيجيات أفضل للحد من الأمراض، وإطلاق حملات توعية فعالة لزيادة معدلات التطعيم.
- الاستجابة للأوبئة: سيكون المركز بمثابة صوت موثوق به للحكومات والجمهور خلال الأزمات الصحية، وسيقوم بتلخيص الأدلة والبيانات المتاحة لتوجيه السياسات العامة.
- التعامل مع المشكلات الصحية الأخرى: بالإضافة إلى الأمراض المعدية، من المتوقع أن يوسع المركز نطاق عمله ليشمل قضايا صحية هامة مثل السرطان والسكري وأمراض القلب.
الحماية من التدخلات السياسية
أظهرت التجارب في الولايات المتحدة أن الوكالات الحكومية يمكن أن تخضع للتدخل السياسي، مما قد يؤثر سلبًا على السياسات الصحية العامة. لتجنب تكرار هذا السيناريو، تتضمن التشريعات المقترحة لإنشاء المركز الأسترالي ضمانات هامة:
- الشفافية: سيُلزم المدير العام للمركز بنشر النصائح المقدمة للحكومة، مع ذكر الأسباب والأدلة التي تدعمها. هذا الإجراء يضمن وضوح أي قرارات حكومية تتعارض مع توصيات المركز.
- الاستقلالية: على الرغم من أن المركز سيعمل بتعاون وثيق مع الحكومة، إلا أنه يجب أن يحتفظ باستقلاليته لتقديم المشورة العلمية غير المتحيزة.
تساؤلات لا تزال قائمة
على الرغم من الإشارات الإيجابية، لا تزال هناك بعض الأمور غير الواضحة، مثل:
- نطاق عمل المركز: لم يُعرّف التشريع المقترح بشكل دقيق نطاق الصحة العامة، مما يترك تساؤلات حول كيفية تعامل المركز مع بعض القضايا مثل العدوى المكتسبة في المستشفيات.
- العلاقة مع الوكالات الأخرى: يجب توضيح علاقة المركز بالوكالات الحالية مثل “اللجنة الأسترالية للسلامة والجودة في الرعاية الصحية” و”المعهد الأسترالي للصحة والرعاية”.
- الخطط المستقبلية: لا توجد حتى الآن خطة استراتيجية أو جدول زمني محدد لأهداف المركز، خصوصًا فيما يتعلق بتركيزه على الأمراض غير المعدية.
بمرور الوقت، ستتضح الإجابات على هذه التساؤلات، ولكن الخطوة نحو إنشاء هذا المركز تمثل بداية واعدة لمستقبل أكثر أمانًا للصحة العامة في أستراليا.

