قرأت أمس الأول هذا الخبر:”قرّر مفوض الحكومة المعاون لدى المحكمة العسكرية القاضي هاني حلمي الحجار فتح تحقيق بمسألة تعليق لافتات في منطقة البقاع الشمالي تخوّن رئيس الحكومة القاضي نواف سلام وتتهمه بالعمالة (الصورة). وسطر الحجار استنابات إلى الأجهزة الأمنية كافة، طالبا “تحديد هويات الأشخاص الذين قاموا بهذه الفعل وتوقيفهم وسوقهم إلى القضاء العسكري للمباشرة بملاحقتهم”.

إنتهى الخبر.

رئيس حكومة لبنان نواف سلام  اختارته اغلبية ساحقة من النواب ليشكَل حكومة العهد الأولى. كما حصل بيانه الوزاري على اغلبية كبيرة من النواب.

وبعد التشكيل حصل على أكثرية كبيرة في البرلمان منحت حكومته الثقة.

ليس منطقياً ولا وطنياً اليوم أن تُرفع لافتات تتهم نواف سلام بالخيانة وب”المتصهين”، لأنه إذا أردنا تفسير ذلك حسابياً، يعني أن معظم وزراء ونواب ومواطني لبنان هم عملاء وصهاينة لأنم منحوا نواف سلام ثقتهم.

وبعد، ليس عميلاً من كان ممثّل لبنان في الأمم المتحدة بين سنتي 2007 و2017 ترأس خلالها رئاسة مجلس الأمن، في زمنٍ كانت فيه الممانعة هي الممسكة بزمام الأمور في لبنان.

تميّزت ولاية سلام في الأمم المتحدة بمداخلات متكررة في مجلس الأمن داعياً الى احترام سيادة لبنان وتأمين استقراره من خلال نتفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701.

لا أذيع سراً إذا قلت أن سلام أصدر مذكرة جلب بحق بنيامين نتنياهو متحدياً الولايات المتحدة وحلفاء اسرائيل.

وإذا قلت أن الإعلام اللبناني قام بثورة افتخارلبنانية عندما انتُخب نواف سلام رئيساً لمحكمة العدل الدولية في لاهاي في شباط سنة 2024..

نواف سلام المحاضر في جامعة السوربون والباحث في جامعة هارفارد بات صورة على يافطة تشهّر به ومادة تنمّر وتندّرلدى اخوة له في الوطنية لأنه يخالفهم الرأي؟.

ومنذ تسلّمه رئاسة الحكومة، يكرّر نواف سلام لازمة واحدة أمام الوفود التي تزوره ونقرأها يومياً في عناوين الصحف والتي تقول:”شدّد الرئيس نواف سلام على” أهمية بسط الدولة سلطتها على كامل أراضيها، وتطبيق اتفاق الطائف في ما يخص حصر السلاح”. كما أكّد” ضرورة تحقيق الإنماء المتوازن على مختلف الصعد وفي جميع المناطق اللبنانية، مذكّراً بأهمية انطلاق مشروع مطار القليعات”.

هذا الرجل، أصبح اليوم علامة استفهام وطنية ومدعاة للإهانة والشتم.

على فكرة ، إسألوا المقاوم الأول فيصل كرامي الذي جمع يوم السبت في دارته في بقاعصفرين مؤتمراّ من الناقورة الى العريضة للإلتفاف حول مواقف نواف سلام.

أيها الممانعون، إسألوا فيصل والنائب حسن مراد والإعلامي سالم زهران عن الشعارات التي رُفعوها في بقاعصفرين؟!.