في مجتمعاتنا الإثنية، كنا نستعمل كلمة عنصرية كمفردة من مستلزمات الحياة اليومية: إذا سقط أحدهم في امتحان وظيفة، يقول “أستراليا عنصرية”.

وإذا أخّروا له عملية جراحية، يقول “أستراليا عنصرية” وإذا لم يلبّه السنترلنك بمعاش سريع، يقول “أستراليا عنصرية”.
أما العنصرية التي تفشّت يوم الأحد في تطاهرات ضد المهاجرين، فهي الورم الخبيث الذي كان موجوداً بخجل في تحركات نازية بعيداً على الإعلام في كل الولايات الأسترالية، ومع استعداء المهاجرين باتت الشوارع مسرحاً لهذا المرض اللعين.

 

ممنوع أن يقول نازي جديد عن المهاجرين: “أعيدوهم، لا نقاش، لا نقاش، نريد إعادتهم إلى أرضهم”.

وإذا أرادوا إعادة المهاجرين، فليعيدوا الجميع من باب “كلّن يعني كلّن” وأصحاب الشعارات من ضمنهم.

وممنوع أن يقول آخر:” نريد استرجاع أستراليا”.

ممن يريد استرجاع استراليا، هل من الطليان أواليونان واللبنانيين والصينيين والهنود والعراقيين الذين منحوا أستراليا  مجتمعين حضورها الوازن في هذا العالم؟!.

هل يدركون أن أكثر من سبعين بالمئة من عمداء الجامعات هم من المهاجرين غير البيض وطذلك أطباء المستشفيات، وهل يعلمون أن معظم مشاريع البناء وناطحات السحاب يعليها الإثنيون المهاجرون، وهل يعرفون أن منتخب أستراليا في كرة القدم هو منتخب مهاجرين، وأن معظم فرق الرغبي تتشكّل من لاعبين مهاجرين وملوّنين.

وهل يلاحظون أنه من بين كل عشرين مطعماً في أستراليا، تجد مطعماً استراليا واحداً، وأن الأسترالي الأبيض الذي يطالب بطرد المهاجرين، لا يأكل ال”باي” الأسترالية، بل يرتاد المطاعم الصينية والايطالية واللبنانية والمكسيكية والتايلندية وغيرها.

 

ممنوع أن يدفع زعيم النازيين الجدد توماس سيويل (الصورة) رئيسة حكومة فيكتوريا جاسينتا ألان الى قطع مؤتمرها الصحافي والإنسحاب من المكان ، لأن من يقوم بهذا التصرّف هو من يجب طرده من أستراليا.

وبعد، إذا استعدنا استراليا من الإثنيين، فلمن سنسلّمها ،هل الى هؤلاء النازيين الجدد المنبوذين أصلاً في مسقط رأسهم ألمانيا.

مشكلة أستراليا ليست بمهاجرين يشبهون دايفيد معلوف ومنجد المدرّس وآن علي وستيف براكس، بل مشكلتها في البيض الأقحاح مثل بولين هانسن التي شاركت في تظاهرات الأحد.

إيها الأصدقاء، علينا أن نحمل المبضع وليس غيره ونقف الى جانب السلطات لاجتثاث هذا الورم من جسد أمّنا أستراليا.