قبل 124 عاماً، وتحديداً في 3 سبتمبر 1901، رُفع العلم الأسترالي للمرة الأولى فوق قبة مبنى المعرض في ملبورن، مقرّ الحكومة الفيدرالية الأسترالية الوليدة آنذاك. صُمم العلم من خلال مسابقة وطنية تهدف إلى توحيد المستعمرات الأسترالية تحت رمز مشترك.
ومع ذلك، وبعد أكثر من قرن من الزمان، وفي أعقاب المسيرات المناهضة للهجرة التي جرت مؤخراً، يرى البعض أنه لا يجب “تسلّح” العلم الأسترالي لزرع الانقسام. فقد شهد يوم الأحد الماضي تنظيم مسيرات “مارش فور أستراليا” في جميع أنحاء البلاد، حيث لوّح العديد من المتظاهرين بالعلم الأسترالي، مطالبين بالحد مما أسموه “الهجرة الجماعية”. وفي الوقت نفسه، نُظّمت احتجاجات مضادة.
دلالات “الشر” لاستخدام العلم
يقول الأستاذ الفخري للتاريخ في جامعة “موناش”، غرايم دافيسون، إنّ دلالة العلم الأسترالي واستخدامه قد تغيرت بمرور السنين. فقد كان العلم قديماً يُعتبر شيئاً “يُجلّ ويُبجّل”، ولكنه في السنوات الأخيرة أصبح “امتداداً لشخصياتنا”، وأصبح يرمز إلى “هذا هو علمي”.
ويضيف دافيسون أن هذا الاستخدام، خاصة في سياق الاحتجاجات، يمكن أن يحمل دلالات “شريرة” أكثر، حيث يمكن أن يُستخدم ليقول: “هذا العلم ليس لك، بل هو لي”.
وفي حين أن العلم الأسترالي يهدف إلى أن يكون رمزاً للوحدة، يقول دافيسون: “يجب أن نشعر بالقلق عندما يبدأ استخدامه لتقسيم الناس”.
“لا يجب أبداً أن يتم ‘تسلّح’ العلم الأسترالي”
وفي ذات السياق، أصدرت مفوضة مكافحة التمييز بالنيابة في ولاية تسمانيا، بيا ساتورنو، بياناً حثت فيه جميع سكان الولاية على دعم بعضهم البعض، والإبلاغ عن أي إساءة أو مضايقة على أساس عرقي.
كما أعرب مجلس تسمانيا للتعددية الثقافية عن خيبة أمله الشديدة من المسيرات، قائلاً إن المهاجرين يجب ألا يُلاموا على التحديات الاقتصادية والاجتماعية في أستراليا.
ويصف الرئيس التنفيذي للمجلس، أندرو فينش، استخدام العلم في مسيرات “مارش فور أستراليا” بأنه “غير محترم لما يمثله العلم”. ويؤكد فينش أن “العلم الأسترالي هو الرمز الوطني الأسترالي الأهم، وهو تعبير عن هوية أستراليا وقيمها. لا ينبغي أبداً ‘تسلّح’ العلم الأسترالي أو معاملته باستهانة في أي وقت”.
النقابات تدين استخدام الأعلام في الاحتجاجات
أدانت نقابة عمال البحرية الأسترالية (MUA) أيضاً استخدام الأعلام في الاحتجاجات، مشيرة في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي إلى أن تاريخ علمي “يوريكا” و”ريد إنسين” قد “سُرِق من العمال الأستراليين لتُقوّض وحدة المجتمع”.
وتُعرّف النقابة نفسها بأنها “نقابة دولية وتعددية الثقافات”، وملتزمة “بتاريخ أمتنا الغني بالتنوع، الذي بُني على أجيال متعاقبة من الهجرة منذ أن سُرِقت هذه الأرض من سكانها الأصليين خلال فترة الاستعمار”.
يوم العلم الوطني الأسترالي
منذ عام 1996، أصبح يوم 3 سبتمبر يمثل يوم العلم الوطني الأسترالي، احتفاءً بذكرى رفع العلم للمرة الأولى في عام 1901. وتشجع الحكومة الأسترالية جميع الأستراليين على “رفع العلم الأسترالي أو عرضه” للاحتفال بهذا اليوم كل عام.

