خطر إنفلونزا الطيور – أستراليا اليوم
مع حلول فصل الربيع الذي يهلل لبدء هجرة الطيور السنوية، تزايدت المخاوف من أن تصل سلالة H5 من إنفلونزا الطيور إلى أستراليا.
يراقب الخبراء الأستراليون عن كثب الأضرار التي ألحقتها بالقطاعات الزراعية، والصحة العامة، والبيئة في الخارج.
الاستعداد لمواجهة الخطر
تستعد أستراليا منذ سنوات لمواجهة تفشي إنفلونزا الطيور من سلالة H5،
حيث أُعلن في أكتوبر الماضي عن حزمة تمويل بقيمة 95 مليون دولار مخصصة للأمن البيولوجي، والبيئة، والصحة العامة.
على الرغم من أن البلاد شهدت بالفعل هلاك ملايين الطيور وتضرر إمدادات البيض بسبب انتشار سلالة H7 التي حملتها الطيور البرية،
فإن الخطر الأكبر يأتي من سلالة H5N1 التي تنتشر عبر الطيور المهاجرة من الخارج،
والتي تسببت في انخفاض طويل الأمد لأعداد الأنواع المحلية.
أضرار مدمرة في الخارج
شهدت بلدان مثل الولايات المتحدة والمكسيك خسائر فادحة بسبب هذه السلالة.
في الولايات المتحدة، أدى التفشي المستمر إلى نفوق عشرات الملايين من طيور الدواجن وإصابة نحو 1000 قطيع من الأبقار الحلوب.
كما أصيب ما لا يقل عن 70 شخصًا عملوا مباشرة مع الأبقار، وتوفي شخص واحد.
وفي المكسيك، تم الإبلاغ عن أول وفاة بشرية بسبب الفيروس في وقت سابق من هذا العام.
يرى بعض الخبراء أن سلالة H5N1 قد تصبح الوباء العالمي القادم، على الرغم من عدم وجود انتقال معروف للفيروس من إنسان لآخر حتى الآن.
هذا الفيروس لم يعد يقتصر على الطيور؛ فقد تم اكتشافه لأول مرة في الأغنام بالمملكة المتحدة،
وأصاب ثدييات أخرى مثل القطط والكلاب والدلافين والفقمات والنمور.
كما تسبب المرض في دمار كبير بين أعداد الطيور البرية عالميًا، بما في ذلك النظام البيئي الهش في القارة القطبية الجنوبية،
حيث حدثت “حوادث نفوق جماعي” لطيور فريدة مثل طيور البطريق “آديلي” وطيور “السكوا”.
“فترة من الترقب”
وصفت كارول بوث، محللة السياسات في مجلس الأنواع الغازية، هجرة الطيور الربيعية إلى أستراليا بأنها قد تكون “كارثية”.
وقالت: “إذا جلب طائر واحد فقط سلالة H5N1، فمن الممكن أن تنتشر.”
أضافت أن الوضع يثير “شعورًا بالترقب… هل سيكون هذا الربيع هو الذي تصل فيه إنفلونزا الطيور؟”
خاصة بعد وصول السلالة H5 إلى القارة القطبية الجنوبية، مما يزيد من خطر وصولها من الجنوب. “ربما يكون الأمر مسألة وقت ليس إلا.”
بهدف حماية الحياة البرية في أستراليا، أعلنت الحكومة الفيدرالية عن تخصيص أكثر من 2.8 مليون دولار لتعزيز مرافق التربية في الأسر داخل حدائق الحيوان، لحماية 20 نوعًا مهددًا بالانقراض، مثل طائر آكل العسل “ريجنت” وطائر “بلينز واندرر” المهددين بشكل خطير.
مزارعو الدواجن في حالة تأهب قصوى
يظل مزارعو الدواجن في حالة تأهب قصوى بعد عمليات الإعدام الجماعية التي خفضت أعداد دجاجات إنتاج البيض بنسبة 10%. يقول جويل أوينز، وهو مزارع فيكتوريا، إنهم شددوا إجراءات الأمن البيولوجي لديهم.
“تهديدنا الرئيسي هو من الطيور البرية، خاصة بط الخشب والبط الأسود، التي يُعرف عنها أنها تحمل الفيروس.”
وللتخفيف من المخاطر المحتملة، يقوم أوينز بإبقاء الدجاج داخل أسوار كهربائية لمنعه من الاختلاط بالبط البري، كما يستخدم كلاب حراسة من نوع “ماريمّا” لطرد الطيور البرية.
حثت الدكتورة بوث الناس على الإبلاغ عن أي مجموعات من الطيور النافقة عبر الخط الساخن للطوارئ، ودعتهم إلى عدم لمسها، بل التقاط صور أو مقاطع فيديو وتسجيل الموقع، ثم الإبلاغ عنها.

