القلق الأسترالي الدائم: خوف من التجاهل الأمريكي
يقول المقال إنّ قلق أستراليا الدائم بشأن الوصول إلى صُنّاع القرار في واشنطن يعكس انعدام أمنها أكثر من كونه مؤشراً على لامبالاة أمريكية تجاه حلفائها. بعد أشهر قليلة من فوز حكومة ألبانيز في مايو 2022، أرسل وزير الدفاع الأسترالي ريتشارد مارلز مبعوثًا خاصًا إلى واشنطن ليؤكد لإدارة بايدن أن حزب العمال الأسترالي جدير بالثقة فيما يتعلق بالتحالف مع الولايات المتحدة. كانت تلك الزيارة قصيرة، وتهدف إلى طمأنة البيت الأبيض، وخاصة كيرت كامبل وجيك سوليفان، بأن التزام أستراليا بـ اتفاقية أوكوس (AUKUS) حقيقي.
زيارة مارلز الأخيرة والضبابية المحيطة بها
هذه المرة، ذهب مارلز بنفسه إلى واشنطن. لكنّ المقال يشير إلى أننا لا نزال في حيرة من أمرنا بشأن نجاح مهمته. هل كان الهدف تأمين لقاء بين الرئيس دونالد ترامب ورئيس الوزراء أنتوني ألبانيز؟ وهل تثق الإدارة الأمريكية بالتزام كانبيرا بزيادة الإنفاق الدفاعي؟ بغض النظر عن الجدل الدبلوماسي، يُظهر الضجيج الإعلامي والبرلماني الذي أحدثه اندفاع مارلز إلى واشنطن الكثير عن أستراليا، أكثر مما يظهره عن إدارة ترامب ومعاملتها لحلفائها.
تاريخ من القلق الأسترالي
هذا القلق الأسترالي المستمر بشأن “الوصول” إلى واشنطن هو سمة دائمة في العلاقة بين البلدين منذ توقيع اتفاقية أنزوس (ANZUS) عام 1951. حتّى اليوم، لا تزال آثار وزراء ورؤساء وزراء أستراليين سابقين تُرى في واشنطن، وهم في “حج” سنوي تقريبًا لسؤال الإدارة الأمريكية: “هل لا تزال اتفاقية أنزوس تعني ما نأمل أن تعنيه؟”.
وصل هذا القلق إلى ذروته في عام 1973، عندما جعل الرئيس ريتشارد نيكسون رئيس الوزراء غوف ويتلام ينتظر ستة أشهر قبل أن يستقبله. في ذلك الوقت، كان نيكسون وكسنجر يعتقدان أن أستراليا في عهد ويتلام كانت مترددة وتتخلى عن موقعها الاستراتيجي في آسيا.
مقارنة زيارة مارلز بمعاملة ترامب لحلفاء آخرين
على الرغم من الانتقادات، فإن معاملة واشنطن لمارلز أفضل بكثير من المعاملة التي تلقاها حلفاء آخرون. فالزيارة لم تكن “لقاء عابرًا” كما قيل، بل تمكن مارلز من مقابلة مسؤولين رفيعي المستوى في إدارة ترامب مثل نائب الرئيس جيه دي فانس ووزير الخارجية ماركو روبيو. هذا يُعدّ مؤشرًا مهمًا على مدى الجهد الذي قد تضطر أستراليا لبذله في المستقبل لكي تحظى بالاهتمام.
استراتيجية الحكومة الحالية
يُختتم المقال بالقول إنّ الحكومة الأسترالية تتعامل بحذر شديد مع ترامب. على الرغم من الانتقادات الصاخبة من المعارضة، فإن البدائل الاستراتيجية ليست واضحة. رئيس الوزراء ألبانيز يحاول الموازنة بين زعيمين صعبين في واشنطن وبكين. والابتعاد عن لفت انتباه ترامب أثناء تعديل السياسات الأسترالية لمواكبة العالم الجديد قد لا يكون أمرًا سيئًا، خاصة أن أستراليا لا تزال في وضع قوي ما لم يتم استفزاز ترامب.

