أعادت أستراليا إلى أوكرانيا قطعتين أثريتين هُرِّبتا بشكل غير قانوني، وذلك في خطوة تجسد دعمها المتجدد للدولة التي مزقتها الحرب. يأتي هذا الإجراء تزامناً مع الذكرى الرابعة والثلاثين لاستقلال أوكرانيا، حيث أشاد رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز بشجاعة الشعب الأوكراني.

في حفل أقيم في سيدني بمناسبة عيد الاستقلال الأوكراني، قام وزير الفنون توني بيرك بتسليم القطع رسمياً للسفير الأوكراني لدى أستراليا فاسيل ميروشنيشنكو. شملت القطع سهماً حديدياً يعود للقرنين الثاني عشر أو الثالث عشر، وقلادة من الألفية الثالثة قبل الميلاد يُرجَّح أنها كانت زينة تقليدية في حضارة يامنايا القديمة. كانت هذه القطع قد هُرِّبت إلى أستراليا أواخر عام 2023 وتم ضبطها ومصادرتها فور وصولها إلى سيدني.

أشار بيرك إلى أن الآثار تكون عرضة للخطر خلال الصراعات المسلحة، خاصة مع استمرار الحرب بين أوكرانيا وروسيا لأكثر من ثلاثة أعوام ونصف. وأضاف: “إعادة هذه القطع تعكس التزام أستراليا المستمر بمكافحة الاتجار غير المشروع بالتراث الثقافي في جميع البلدان، خصوصاً تلك التي تعاني من ويلات الحرب. هذه الأشياء هي جزء من تاريخ وتراث الشعب الأوكراني، ويجب الحفاظ عليها للأجيال القادمة.”

وبهذه المناسبة، جدد رئيس الوزراء ألبانيز دعم أستراليا لأوكرانيا والجهود متعددة الأطراف لمساعدتها في مقاومة العدوان الروسي. وأعرب عن إعجابه “بالشجاعة الاستثنائية” لشعبها، مؤكداً أن أستراليا تقف بجانب كل من له أصول أوكرانية في البلاد. وقال ألبانيز في بيان له يوم الأحد: “كل الأستراليين يشاركون الشعب الأوكراني أمله وتوقعه بأن ينتصر النصر والعدالة. ليُعزز عيد الاستقلال إيماننا بمستقبل من السلام العادل والدائم”.

تزامناً مع هذه الأحداث، عقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب محادثات في واشنطن مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، حيث كان الأمن الأوكراني محور اللقاء، خاصة بعد لقاء ترامب بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمناقشة صفقة سلام في ألاسكا. وكان ألبانيز قد شارك في اجتماع “تحالف الراغبين” الذي دعا إليه رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وقد أشار ألبانيز إلى أن أستراليا ستنظر في طلبات الانضمام إلى قوة حفظ سلام، خاصة بعد أن أبدى زعيم المعارضة سوسان لي استعداد تحالفه لهذه الفكرة.