طالبت السياسية الأسترالية سوزان لي، من حزب المعارضة الليبرالي، حزب العمال الحاكم بتقديم تفسير بعد قرار إسرائيل المفاجئ بإلغاء تأشيرات الدبلوماسيين الأستراليين.
وقالت لي إن العلاقة “المتدهورة” بين أستراليا وإسرائيل “شيء يجب أن يحزن عليه كل الأستراليين”. وجاءت هذه التصريحات بعد أن ألغت إسرائيل تأشيرات ممثلي أستراليا لدى السلطة الفلسطينية بين عشية وضحاها.
ويُعتبر هذا القرار بمثابة أقوى ضربة للعلاقات الثنائية التي توترت بشدة بسبب معارضة حكومة ألبانيز للمعاناة المدنية واسعة النطاق في غزة.
الانتقادات الأسترالية الإسرائيلية المتبادلة
وقالت لي للصحفيين: “إسرائيل ديمقراطية ليبرالية في الشرق الأوسط وعلينا أن ندعمها كديمقراطية ليبرالية، والخطوات التي اتخذتها حكومة ألبانيز خلال الأيام والأسابيع الماضية لم تثبت ذلك بالتأكيد”.
وأشارت لي إلى أن “الخطوات” التي تحدثت عنها هي إلغاء تأشيرة عضو البرلمان الإسرائيلي اليميني المتطرف سيمشا روتمان. وقد أشارت الحكومة الإسرائيلية إلى ذلك كسبب لقرارها.
وأضافت لي: “هذا عضو منتخب في البرلمان الإسرائيلي ومن غير المعتاد رفض التأشيرة ولم أرَ تفسيرات من توني بيرك تشرح ما يحدث هنا بالفعل”. كما أضافت أن “الاختلاف مع حكومة ألبانيز ليس سبباً لرفض التأشيرة”.
المواجهة بشأن التأشيرات
كما أثار وزير الشؤون الداخلية والهجرة، توني بيرك، جدلاً العام الماضي عندما منع تأشيرة الوزيرة الإسرائيلية السابقة أييليت شاكيد بسبب تعليقات أدلت بها في عام 2014 وصفت فيها أطفال الإرهابيين بـ”الثعابين الصغيرة”، وقالت إن عائلات الإرهابيين “جميعهم مقاتلون أعداء، ودماؤهم ستكون على رؤوسهم جميعاً”. ويفيد تقرير لـ”نيوزواير” أن تأشيرة روتمان أُلغيت لأسباب مماثلة.
في هذه الأثناء، انتقدت وزيرة الخارجية بيني وونغ قرار إسرائيل، وقالت في بيان: “في وقت نحتاج فيه إلى الحوار والدبلوماسية أكثر من أي وقت مضى، فإن حكومة نتنياهو تعزل إسرائيل وتقوض الجهود الدولية نحو السلام وحل الدولتين”.
وأضافت: “هذا رد غير مبرر، بعد قرار أستراليا بالاعتراف بفلسطين. سنستمر في العمل مع شركائنا لتعزيز الزخم الدولي نحو حل الدولتين، ووقف إطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح الرهائن”.
تصريحات إسرائيلية غاضبة
من جانبه، ألمح نظير السناتورة وونغ، جيديون ساعر، إلى أن الإجراءات قد تتوسع لتشمل أي مسؤول أسترالي يسعى لدخول إسرائيل.
وكتب ساعر على وسائل التواصل الاجتماعي: “كما أصدرت تعليمات للسفارة الإسرائيلية في كانبيرا لفحص أي طلب تأشيرة رسمي أسترالي لدخول إسرائيل بعناية”.
وأشار ساعر إلى تعهد أنتوني ألبانيز “بالاعتراف بـ’دولة فلسطينية’ وعلى خلفية الرفض غير المبرر من أستراليا لمنح تأشيرات لعدد من الشخصيات الإسرائيلية”، بما في ذلك شاكيد وروتمان.
وقال ساعر: “بينما تتصاعد معاداة السامية في أستراليا، بما في ذلك مظاهر العنف ضد اليهود والمؤسسات اليهودية، تختار الحكومة الأسترالية تأجيجها باتهامات كاذبة، وكأن زيارة شخصيات إسرائيلية ستعكر صفو النظام العام وتضر بالجالية المسلمة في أستراليا”. واختتم قائلاً: “إنه أمر مخزٍ وغير مقبول!”.
وفي بيانها، دحضت السناتورة وونغ ادعاء ساعر، قائلة إن أستراليا “ترحب بمختلف الأعراق والأديان والآراء، متحدين بالاحترام لإنسانية بعضنا البعض ولحق كل منا في العيش بسلام”. وأضافت: “نحن نحمي مجتمعاتنا وجميع الأستراليين من الكراهية والأذى. وستتخذ الحكومة الأسترالية دائماً إجراءات حاسمة ضد معاداة السامية”.

